كتبت: منار أحمد
هذا الحب الذي لا يُعرف، هو نوع من الحب الذي يعيش في الظلال في الأعماق، حيث لا يراه أحد سوىٰ القلب الذي ينبض به، هو حب خفي يتسلل إلى الروح دون أن يترك أثرًا ظاهرًا مثل نسمة هواء لا تُحس بها؛ إلا الجسد الذي تعبره، كانت هي تُحبه بصمت، تحب كل شيء فيه دون أن يتعمد أن يظهر لها أي من علامات الاهتمام، كان يمر أمامها وكان قلبها يركض وراءه بلا هوادة، يُخفي مشاعرها، يُبقيها سرًا عميقًا في أعماقها لم يشعر بها، لم يعرف أنها كانت تراوده أفكارها، وتحلم به في لحظات الهدوء والسكينة، هو لم يكن يلتفت إليها، ولم يلقِ لها بنظرة؛ بل ربما كان يراها مجرد شخص عابر في حياته، لكن على الرغم من ذلك، كانت هي تمنحه حبًا لا ينضب كان حبًا لا يتطلب ردّاً ولا يُنتظر منه شيئًا، هو كان شبحًا في حياتها، كأنها تُحب فكرة الحب نفسها لا الشخص نفسه، وفي كل مرة تلتقي به يكون هناك ألم غير مرئي يسكن قلبها، لا تستطيع البوح بما في داخلها؛ لأن الكلمات لا تكفي لوصف هذا الشعور الذي تملأه الدهشة والخوف في آن واحد، هو لا يعرف شيئًا عن حبها، ولن يعرف أبدًا؛ لأن قلبها كان قد قرر أن يحبه بصمت، وألا ينتظر شيئًا سوى الأمل، وفي النهاية يبقى الحب غير المعلن مثل السر الذي ينام في الزمان، يمر به الزمن ولا يُستفاد منه؛ لكنه يبقى علامة في قلبها، علامة على قدرة الروح على الحب؛ حتى دون أن يراه الآخرون.
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات