كتبت: هاجر حسن
هل من معلم خبير أو طبيب ماهر يعلمنا كيف نصمت صراخ الحنين للراحلين؟
تعلمنا القبول بالأمر، الرضا بالقدر، والمضي قدمًا بخطى مثقلة بالغياب.
لكن القبول لا يعني النسيان، ولا يمحو من الذاكرة تلك اللحظات التي سكنت القلب وغمرته في الحنين.
لم يخبرنا أحد كيف نوقف هذا الإنذار الخفي الذي يئن في القلب، الشوق الذي يتقد كإنصهار الشموع، يحرقنا بصمت ولا ينطفئ.
يا أيها الراحلون، ألا تخبرونا ماذا نفعل حين تطاردنا أطياف خيالكم؟ كيف نصمد أمام بكاء أرواحنا شوقًا لرؤياكم؟ وعطش قلوبنا لأصواتكم، لتلك الهمسات التي كانت تملأ فراغ الحياة؟
الحنين يتركنا كظمآن في صحراء جرداء، تحت شمس لا تغيب، ورياح لا تهدأ. نركض نحو كل طيف، نظنه ماء الحياة، فنجد أنه سرابٌ لا يروي ظمأنا.
هكذا هي أطياف وجودكم، ظلالٌ تغرينا، حتى نفيق على حقيقة أنها ليست إلا خيالًا.
يا من تركتم قلوبنا باكية، هل من دواء يطفئ هذا الحنين؟
نبحث عنكم في وجوه العابرين، نتعقب ملامحكم في كل غريب، نحاول أن نسرق ظلًا يشبهكم.
نرسل سلامنا مع النجوم، علها تضيء سماء أرواحكم، ولكن هل يكفي الحلم ليعوض فقدكم؟
فيا نار الشوق، أما آن أن تخمدي؟
أم أننا سنظل نئن بصمت، حتى ينتهي انتظارنا بلقاء أبدي لا يفرقه غياب؟
المزيد من الأخبار
ماذا علمك زلزال 2025؟
لا تعجز
مزيج