کَـ مـنَـارِ أحـمَـد.
وقفت أمام المرآة، أبحث في انعكاسها عن ملامح الروح المخبّأة خلف ستائر الزمن، رأيتني هناك، ولكنني لم أكن أنا؛ كأنّ المرآة تعيد صياغتي بلغة لا أفهمها، هل تلك قسمات وجهي أم ظلال خطاي التي أثقلتني؟ تساقطت الصور من بين يدي كأوراق شجرة عجوز، وتهت بين شقوق الماضي التي نقشتها الأيام على ملامحي، كأنّ المرآة كانت نافذة إلى ذاتٍ أخرىٰ، ذاتٍ دفنتها بين زحام التفاصيل وأوجاع السنين، اقتربتُ منها كأنني أريد الغوص في عمقها، وسمعت همسًا قادمًا من الأعماق:
“أيها التائه، هل تراك تعرف من أنت؟ أم أنك انعكاس لغيرك، صورة بلا أصل، ظلّ بلا جسد؟”
أغمضت عيني، وفي تلك اللحظة شعرت أنّني أمام رحلة لم أكن أحسبها ممكنة، رحلة إلى الذات،
إلى تلك المساحة الصامتة في داخلي حيث تنام الحقيقة تحت أكوام النسيان.
المزيد من الأخبار
ماذا علمك زلزال 2025؟
لا تعجز
مزيج