د محمود لطفي
نعم هكذا اضحت الحياة سلسلة لا تنتهي من الأشباه، ذلك شبه السعيد يقابل في يومه اخر شبه حزين وربما يستمد شبه الحزين بعض السعادة من شبه السعيد او يتقابلا في نقطة تُعين كليهما على استمرارية ما تبقى لهما من شبه الايام بتلك شبه الحياة، ديمومة وسيل جارف لا ينقطع من اشباه الاشخاص والمشاعر اندمج في مزيج لهو الأغرب ولكنه الأوقع إذا تريثت، فالأشباه لم تعد شكلية فقط بل فيما نشعر ، فالفرح اضحى شبه فرح والسعادة لم تعد كما كانت، والحزن ذلك القاسم المشترك بيننا في الدفع بنا نحو الهوة السحيقة لم يعد صداه كما كان واغلب الظن ان التكرارية خلقت اعتياد لذا فالحزن لا يختلف عن الفرح في كونه اضحى شبه ولكن ما تخشاه يا صديق هو تحول الموت لشبه موت ، نعم يا صديقي شبه موت او بالاحرى شبه مراسم في حزن الموت وقدسيته فاعتقد أنك الأن سرحت بخيالك ودققت واصابك القلق مما تخيلته فالتقليل الحالي من قدسية الموت لا يعني إلا ضياع كبير لمعنى الحياة وتأكيدا على كونها اضحت شبه حياة ولكن إذا قبلنا العيش في شبه حياة فهل نرضى ان يكون موتنا شبه موت؟
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام