كتبت مريم ناجي
أيُّ الدروب تلك التي تلتفُّ حول الأعمار كأفاعٍ خفية، تُراوغ خطى العابرين، وما تلك الظلال التي ترقص على حدود الإدراك بين عالمٍ ينطقُ وصمتٍ يعجز بالبوح؟
كأن العمر لوحٌ من رماد، كُتبت عليه الحكاياتُ بريشة الريح، لا تُقرأ إلا حين تُبعث ثانيةً، على الجدرانِ ينسابُ صمتٌ أبلغ من الكلام، كأنه أثرُ الأرواح التي عبرت دون أن تترك أثرًا مرئيًا، هناك حيث يلتقي الظلُّ والنور، تتكسر المعاني؛ لتصير شظايا لا تُجمع، وتُبصرها العيونُ؛ فلا ترى سوىٰ الفراغ، الزمن كحبلٍ ممدود بين الماضي والمجهول، يتأرجح بينهما قلبٌ لا يعرف الاستقرار، وما الحياةُ إلا دمىٰ تتحرك بخيوطٍ خفية، لا تدري من يسيرها ولا إلى أين تقدوها الخطوات، ثمة كلمات غير منطوقة، تختبئ في زوايا اللحظات، تُنشد لحنًا لا يُدركه سوىٰ من أرهف السمعَ للغياب، الوردةُ الحمراء ليست سوىٰ نقطة وسط اللوحة، تبدو كأنها تصرخ، لكنها صرخةٌ بلا صوت، الجدارُ لا يشيح بنظره، يشهد كل العابرين دون أن يبوح بسره، واليدُ الممتدة ليست يدًا عادية، بل نافذةٌ تطل على أسرارٍ لا تُفصح عنها الألسنة، لا تسأل عن المعنى؛ فالمعنى هائمٌ في وديان اللايقين، الأقدارُ لا ترسمُ طريقًا واضحًا، بل تترك إشارات مبهمة كأنها تتلاعب بعقول المارين، ما بين البداية والنهاية مسافةٌ لا تُقاس بالأزمنة، بل تُقاس بعدد الأنفاس التي تسقطُ عبثًا دون أن تجد. إجابةً واحدة.
المزيد من الأخبار
أقبل الإختلاف
حقوق المرأة في الحياة الزوجية
ليت