تحقيق: نور محمود موسى
يُعد الأدب سبيلًا للتنفيس عن الروحِ، ونثر ما يطرأ عليها مِن همومٍ وحزن، سعادةٍ وشقاء كذلك؛ لذا فالأدب مرآة تعكس الواقع وتجسده في شكل أَحروف تُكتب وتُخلد حتى بعد فناء أصحابها.
وَيظل الأدب مُرتكزًا على ضوابط وقواعد ثابتة؛ برغم مسايرتهُ للتطور الناتج عن التطور التكنولوجي، وما ينتج عنهُ مِن تغير الميول والرغبات الشابة، والرغبة المستمرة في محاكاة التطور، وإخضاع كافة الوسائل لخدمته.
_الأدب وتأثيرات الأدب المبتذل على أفكار الشباب_
تقول الدكتورة والكاتبة ريما معتوق، كاتبة روائية تعمل لدي دار إبداع للنشر والتوزيع:- لقد بدأ الأدب مُنذ زمن طويل، هو بمثابةٍ شجرةً تُثمر بُكل جديد، جذورها ثابتة تُروى بإكتراثٍ؛ مِن كل موهبة شابة تنمو تدريجيًا حبًا في الأدب؛ لذا فإن بقاء الأدب مرتبط ببقاء البشرية، لا يُمكن أن يفنى سوى بفناءها.
وأكملت قائلةً :” وبرغم ذلكَ مع انتشار الإسفاف في الأونة الأخيرة، وتجرد الكتابة مِن بعض قواعدها، أصبحت ميول بعض القراء، وخاصةً فئة الشباب تميل كل الميل إلى سياق ونمط مُعين مِن الأعمال الأدبية، التي في الواقع لا تمت بصلةٍ للأدب في شيءٍ، ولكنها تلقى جذبًا كبيرًا مِن فئةٍ ليست بقليلةٍ مِن القراء؛ فتعطي بعض الأعمال الروائية المتواجدة تصويرًا بعيدًا عن الحياة الواقعية، وتمنح البطل المزيد مِن الصلاحيات التي تجعل مِن شخصية مِن المفترض أن تُنبذ صفاتها في المجتمع، تَكن كفارس أحلامٍ للبعض، فيتجلي ذلكَ في ردود الأفعال، وتبرير ارتكاب الجرائم بشكلٍ غريب “.
وأكدت ريما أن الموهبة الحقيقية يَجب صقلها بِكل ما هو مفيد، لتصبح أفضل يومًا بعد يوم؛ فالكاتب يعيش الأحداث بكل وجدانهُ، يبكي لبكاء الشخصية، ويمتثل لضحكاتها، كأنها جزءًا منه، تعود له ويعود لها، مما يساعده ذلكَ على طرح الشخصية بالشكل المطلوب.
_ما يميز الكاتب الناجح_
وأوضحت الكاتبة الروائية ريما معتوق أن تكرار الأحداث والحبكات في الأعمال الروائية أصبح مُتداولًا، لدرجة تجعل القارئ يدرك النهاية، بعد قراءة فصل أو اثنين مِن العمل، ولكن ما يجعل الكاتب مُميزًا هو قدرتهُ على جذب القارئ بنثر عملًا جيدًا بحبكة مُحكمة غير مُكررة، تعود ملكيتها لأفكارهُ الخاصة.
_تأثيرات الأدب في اللغة العربية ومواكبة التطور_
ذكرت الكاتبة الروائية نسرين خالد، كاتبة دار الرقيم للنشر والتوزيع، أن الأدب بدوره يعزز ثراء اللغة العربية، حيث يساهم في تطوير مفرداتها، وتجديد أساليب التعبير، وحفظ تراثها الثقافي، كما يُلهم الأجيال بأساليب بلاغية عميقة تعكس عمق الحضارة العربية وتنوعها.
كما وأكدت نسرين أن يمكن للأدب مواكبة التطور عبر تبني قضايا مُعاصرة، ولغة تجمع بين الأصالة والحداثة، مع الحفاظ على جوهرة التعبير عن القيم الإنسانية والهوية الثقافية، مما يضمن استمراريته وتأثيره.
وأشارت كذلكَ إلى نقطة هامة تؤكد فيها أن مِن الطبيعي أن يُصاب الكاتب بشيءٍ مِن الفتور وفقدان الشغف، حيث أنهُ في كثير مِن الأحيان تواجهُ تحديات كثيرة مِنها : كيفية بناء حبكة مُتماسكة، رسم شخصيات واقعية، إبراز أسلوب مميز، والتغلب أيضًا على رهبة الكتابة والخوف من الفشل؛ لذا يجدر على الكاتب أخذ استراحة، لإعادة شحن طاقته، وقراءة أعمال ملهمة لتجديد رؤيته، والكتابة بانتظام ولو بكلمات بسيطة، واستكشاف تجارب جديدة لتحفيز الإبداع، وتذكر هدفه ورسالة كتاباته لاستعادة الحماس.
_ فوائد أدب الإنترنت _
تقول المدققة اللغوية والكاتبة مروة الشربيني، خريجة أداب آثار إسلامي، أن أدب الإنترنت نوع حديث يعود إلى الأدب الحديث يكون الإنترنت وسيط رئيسي في نشرهُ وتوزيعهُ، وهو كذلك يتفاوت تمامًا عن الأدب التقليدي حيث أنهُ يعتمد بدوره على التكنولوجيا الرقمية، والتفاعل مع القراء.
وأكملت قائلةً :- أن تِلكَ النقطة بالتحديد ما تجعلهُ رائجًا، لإتاحتهُ للكُتاب للوصولِ إلى عدد كبير مِن القراء مُختلفة الثقافات، كما أنهُ يُتيح كذلك الحفاظ على النصوص والقدرة على الوصول إليها في أي وقت، بالإضافة لمنح كُل موهوبٍ القدرة على ممارسة موهبتهُ وعرضها على فئةٍ كبيرة من القراء.
وأكدت أ. مروة أن أدب الإنترنت مَنح فرصة تطوير أدوات التعبير الأدبي، وأعطى للجيل الجديد مِن الكتاب حرية الإبداع والإبتكار، والتعلم مِن الخبرات السابقة.
_مُميزات الكُتب الإلكترونية_
صرحتَ الكاتبة الروائية أية رفعت، صاحبة العديد مِن الأعمال الروائية الإلكترونية والورقية مع أكثر مِن دار نشر مُختلفةً، أن مُميزات الكتب الإلكترونية مُتعددة، ولكن على سبيل المثال؛ فإن كونها منتشرة على نطاق واسع، يُعد أفضل مميزاتها.
لكتمل أن بالإضافة إلى هذه الميزة، مِن مميزاتها أيضًا، وصولها إلى أغلب القراء بسرعة كبيرة ليتمكنون من القراءة بشكل أسهل، وهي بدورها تصل للقراء أكثر من الكتب الورقية، نظرًا لعدم توفر الكتب بأغلب المنافذ الدولية والمحلية؛ وبالرغم من ذلكَ إلا أنها لا تغني عن قيمة العمل الورقي، فأغلب القراء يرغبون بالاحتفاظ بالكتاب بمكتبتهم الخاصة، ومنهم من لا يحبذ القراءة الإلكترونية لأنها غير مريحة للنظر بالنسبة لهم.
المزيد من الأخبار
الإنسانية تجمعنا
هدنة تحت المجهر: مفاوضات الـ45 يومًا تفتح باب التساؤلات
فريق فارماسكيمز يشارك بتنظيم حدث عظيم في جامعة الأهرام الكندية.