المحاورة: رحمة محمد”روز”
عاد بنا لقاء جديد، مع موهبة جديدة من مواهب الكتابة، وكما نعلم أن الكاتب الجيد هو من يستطيع نقل ما بداخله عبر حروفه السحرية، كي تصل لقلب القارئ، ويشعر بصدقها، هيا بنا لنتعرف على الكاتب”صابر يحيى “.
-حديثنا مع موهبة اليوم، سوف يبدأ بالتعرف عليه، مَن تكون/ي وأين كانت المنشأة؟
_صابر يحيىٰ أبلغ من العمر ٢١عامًا، موطني ونشأتي هي “اليمن السعيدة” نشأت وترعرت بها.
-موهبة الكتابة ليست بموهبة سهلة علىٰ الإطلاق، كيف بدأ الآمر معك؟
_لقد كانت شغفي دائمًا، والإنسان يبدع في ما يهواه.
-يظل المرء تائه إلى أن يعلم دوره فِي الحياة، هل دورك ككاتب/ة كان له تأثيرًا فِي حياتك؟
_نعم، في ظل الظروف التي كانت معي إلا أن الكتابة كانت هي الوحيدة التي كنت أهرب إليها لأفرغ ما بداخلي في كلمات.
-لكُل كاتب هناك لقبًا يتخذه ليعبر عنهُ، فهل لديك لقب يعبر عنك؟
اللقب: لقّبت بـ”الداهيه”؛ لأنهم رأوا في شخصيتي قدرة على إيجاد الحلول التي لا تنفد، ومهارة في مواجهة التحديات بتفكير متّقد.
-كم كان عُمرك عِندمَا علمت أنك تحمل موهبة الكتابة؟
_لقد كان عمري 16 عامًا، حيث كنت في العدادية، وإلى الآن عمري 21 سنه
-هناكَ مقاييس، وضوابط لكُل موهبة علينا إتباعهَا، فمَا هي مقاييس، وضوابط الكتابة من وجهة نظرك؟
“مقاييس الكتابة، في نظري، تقوم على وضوح الفكرة، وجمال الأسلوب، وصدق المشاعر، الكاتب الحقيقي يكتب بروح تمزج بين العقل والإحساس، ملتزمًا بلغة سليمة وبنية متماسكة، والأهم أن يلامس نصه القارئ، ليترك أثرًا يبقى حتى بعد انتهاء القراءة.”
-هل خشيتِ مِن الفشل مِن قبل؟
وكيف كنت تتعامل مع الخوف؟
_”نعم، الفشل كان جزءًا من رحلتي، لكنه لم يكن النهاية، أراه درسًا قاسيًا، لكنه ضروري لصقل التجربة، وكثيرًا ما كان دافعًا قويًا للبدء من جديد بوعي أعمق.”
“أما الخوف أتعامل معه، بمواجهته؛ لأن الهروب منه لا يزيده إلا قوة، أُحاول فهم مصدره، ثم أحوّله إلى حافز يدفعني؛ لتخطي العقبات بثقة وتفاؤل.”
-العُمر هو قطار يسير بِنا مُسرعًا، إن لم نُخطط لهُ، فسوف يفوتنا القِطار، فمَا هي رسالتك التي تريد إيصالها من خلال موهبة الكتابة؟
_”رسالتي من خلال الكتابة هي أن أوقظ الوعي في نفوس القراء، وأُذكرهم بجمال التفاصيل التي قد تغيب عن أعينهم في زحام الحياة، أريد أن تكون كتاباتي صوتًا لمن لا صوت لهم، وأن أترك أثرًا يخلّد التجارب الإنسانية بكل ما فيها من ألم وأمل.”
-الدعم هو شيء كبيرًا نسبةٌ لكُل إنسان فِي الحياة، يمكنك حجب الستار وإخبارنا هل كان من يدعمك ببداية مشوارك الكتابي؟
_”نعم، كان يوجد معلمين اللغة العربية الذين تعرفت عليهم من خلال دراستي حفزوني كثيرًا، وبعض الاصدقاء و الليدر الذين كانو في الكيانات التي أنضممت لها.
-هل هناك أي نجاحات قد حققتها خلال مسيرتك؟
_شاركت في عدة كتب، وكتبت مقال عن فلسطين، وحاز على الكثير من الإطراء، وحققت المركز الأول، في مسابقة الكيانات التي عملت فيها، عدة مرات.
-هل سبق لك وتعرضت لفقدان الشغف؟ وإن لم تتعرض، فهل لديك أفكارًا للتعامل معهُ؟
_”نعم، فقدت الشغف في لحظات معينة، لكنه كان فرصة للتوقف والتأمل، ولإعادة اكتشاف نفسي وما أحب، أؤمن أن أفضل طريقة للتعامل مع فقدان الشغف هي منح النفس وقتًا للاستراحة، والبحث عن إلهام جديد في تفاصيل الحياة البسيطة أو تجارب مختلفة تُعيد إشعال الحماسة.”
-كمَا نعلم أن للكتابة بحورًا كثيرة، فمَا هو الفن الأدبي الذي تفضله، أو مقرب لقلبك أكثر، وتحبّ قرأتهُ؟
_”أميل إلى الكتابات التي تنبض بالحزن؛ لأنها تعكس أعمق المشاعر الإنسانية وتكشف جمال الروح في لحظات الانكسار، الحزن بالنسبة لي ليس ضعفًا، بل حالة من الصدق النقي تُلهم الكاتب لاستكشاف ذاته والتعبير عن المعاناة بلغة تلمس القلوب، أحب قراءة النصوص التي تفتح أبواب التأمل وتغرقني في عوالم الشجن.”
-مَا مفهومك عن النقد بوجهة نظرك، وهل سبق وتعرضت لهُ مِن قبل؟
_”النقد، في نظري، هو مرآة تُظهر للكاتب نقاط قوته وضعفه، وهو أداة ضرورية للتطور متى كان بناءً وهادفًا. نعم، تعرضت للنقد من قبل، لكنه لم يكن يومًا عائقًا أمامي. أُرحب بالنقد الذي يهدف إلى التحسين، أما النقد السلبي أو غير المنصف فلا يشغلني؛ لأنني أؤمن بأن الكاتب الحقيقي يستمد قيمته من قلمه وإيمانه بما يقدمه.”
-مَا رايك بكيان أبصرت، وهل قدما لك الدعم؟
_”كيان أبصرت هو أفضل كيان في الوسط الأدبي بالنسبة لي، فقد قدم لي الكثير وفتح أمامي آفاقًا واسعة للتعلم والنمو، تعلمت من هذا الكيان أن الإبداع يحتاج إلى بيئة داعمة وشغوفة، ولا أنسى ذكر المؤسس مروان، الذي أراه شخصًا جديرًا بكل احترام وتقدير، فهو ملتزم بأفكاره الجميلة في تطوير الكيان، وشغوف بإحياء روح المنافسة الأدبية، ويمتلك مهارة رائعة في شرح القواعد وتبسيطها، أبصرت لم يكن مجرد كيان أدبي، بل عائلة جمعتني بأشخاص يشاركونني الشغف والطموح، حقًا لم أجد كيانًا أفضل منه، انضمامي إلى تيمات” أبصرت فخدعت” كان نقطة تحول في حياتي، والآن أنا عضو في تيم قمراء، الذي أعتبرهم ألأعزاء على قلبي في كياني الذي أعتبره عائلتي الكبيرة، إنهم أشخاصًا يشبهونني بطموحاتهم، وحتى بشغفهم للأدب، وهذا ما يجعلني لا أفكر أبدًا في مغادرته، وببساطة، كيان أبصرت ليس مجرد منصة أدبية، بل تجربة حياتية رائعة، وأفضل مكان يمكن لأي كاتب أن ينتمي إليه.”
-قبل إنهاء حوارنا، أترك لنا خاطرة لا تتعدى الخمسة أسطر، ولك حرية إختيار الموضوع.
_ثم إن هذا النضج الذي أرتديه لم تُلبسني إياه الأيام كهدية؛ لقد نسجته من تجارب قاسية وأخرى كادت أن تكون الأخيرة… وهذا الهدوء الذي يعلو ملامحي قد سبقه إندفاع كلفني كثيرًا، وقبل أن أقف بثبات هكذا؛ تأرجحت وسقطت مرات و عُدت من حافة الهاوية، كل خيط في هذا الثوب، قد دفعت ثمنه بعضًا مني.
-ها قد وصلنا إلىٰ قاع حوارنا، كيف كان بنسبة لك، وهل لديك اي ملاحظات؟
_”استمتعت كثيرًا بهذا الحوار الشيق الذي سمح لي بمشاركة جزء من رحلتي وأفكاري، أحببت الأسئلة العميقة التي جعلتني أتأمل في مسيرتي الأدبية بشكل مختلف، على أمل أن نعيد اللقاء يومًا ما، وقد حققت كل أحلامي، وأنتم دائمًا كما عهدناكم، داعمون للمواهب ومحفزون للإبداع.
“شكرًا لكم من القلب.”
-وجه فكرة لمجلة إيفرست الأدبية يمكنها العمل عليها لدعم المواهب أكثر.
_”فكرتكم جميلة جدًا، وخاصة في استضافة الكتاب والمواهب في لقاء شيق وممتع للجميع.
إنتهى حوارنا مع المُبدع الكاتب”صابر يحيى” ونتمنى له التوفيق في القادم، والسعي دائمًا نحو النجاح، وإلى اللقاء ليعود بنا لقاء جديد.
المزيد من الأخبار
كتاب “خطوة ومشاعر” لـ راضية عبد الحميد معرض الكتاب 2025 مجلة إيفرست الأدبية
رواية “سبيل” لـ حنان رضا معرض الكتاب 2025 مجلة إيفرست الأدبية
ڨند لينة منال في حوار خاص مع مجلة إيفرست الأدبية