عبر جسر الأحلام

Img 20241212 Wa0015

كتب: د.محمود لطفي

لم أكن على مايرام، فكل ما يحيط بي أعتقد أنه ضدي؛ بل اعتقد أنني اسبح ضد التيار، ولكن مهلاً هل يوجد تيار من الأساس؟

فالتيار المحيط أو ما قد تعتقده تيار توقفت فيه الحركة وصار راكد المياه كالمستنقع، وهوائه لا يمكن أن تتنفسه فتنتعش، وسمائه ملبدة بالغيوم وفي لحظة قررت أن أعبر الجسر الذي لا استطيع عبوره بجسدي عبر الأحلام باستدعاء خيال أعتقدت يومًا إنه قد أصبح منتهي الصلاحية، واكتشفت أن بعضه لا يزال صالحًا؛ فاستدعيت حلما بدا لي قديمًا لكنني لن أنكر كونه حلم العمر الذي أستحق عبور عقلي إليه إذا كان جسدي لن يحققه في الواقع، وبالطبع هو حلم الحرية ذلك الحلم الذي لا يراود سوى عقول الأحرار ولا يحاربه؛ إلا مدمني العبودية بجميع أشكالها، وحين عبرت بعقلي لحلم الحرية وفي جانب الآخر من الجسر وجدت كل الأحرار في ثوب أبيض ثلجي ناصع البياض وفي أمامهم اجمل الأنهار وسماء مزينة بشمس دافئة وهواء ينعش الرئة، وحين وصلت لأجمل ما في حلمي أيقنت إنه حلم مجرد حلم؛ ولكنه حلم الحرية الذي يستحق عبور كل الجسور لأجله، فقط لتشعر بوجودك كبشر فهل يأت اليوم أم يبقى حلم أسير جسر الأحلام؟

عن المؤلف