كتبته/ الشيماء أحمد عبد اللاه
كيف تصف نفسك ككاتب؟ وما أبرز المحطات التي شكلت هويتك الأدبية؟”
لا يمكن أن يُعتبرَ الكاتبُ كاتبًا إلا بما قد أقام به نفسه بمقدار ما قرأ وبمقدارِ ما قد اكتسبَ من خبراتٍ حياتيةٍ جعلته يرى الأمورَ من زاوية مختلفة فيجود على الورق بمنظور يختلف عن غيره في تصوير رحلة الصراع الأزلي بين الخير والشر و رسم تفاصيل ذلك الصراع، وهو ما يتحدث عنه سائر الكتاب.
وأنا حقيقة وجدت نفسي منذ ردحا من الزمن أميل إلى الكتابة القصصية وتصوير الحوار الداخلي للنفس البشرية في إطار القصص التاريخي أولا وعلى وجه الخصوص في درب التاريخ الأندلسي بين الماضي والحاضر. وكما ذكرت آنفا فيما يتعلق بآلية بناء الكاتب من قراءات وخبرات حياتية فأنا قد تأثرت بتاريخ الأندلس وما قد قرأت من أعمال تاريخية أكاديمية وكذلك روائية.
أما عند خبراتي الحياتية فأنا باحث في النقد الروائي في اللغة الإنجليزية ومترجم أدبي وقد كان هذا مدخلا مهما لي في عالم الكتابة.
من أين استلهمت فكرة مجموعتك القصصية من يطفئ الذكريات، وهل هناك أحداث أو تجارب شخصية أثرت في تشكيلها؟
حقيقة، مجموعتي القصصية تحوى مزيجا وتنوعا من المواضيع سواء كانت تاريخية او تحليلية نفسية وكل قصة مستقلة بذاتها. فقد تحدثت عن القضية الأندلسية في قصتين و قد صغت أحداث واقعة حقيقية في القدس منذ عقود مضت وليس ملهما أكثر من أحداث تمس قضيتنا الأعظم، قضية القدس أو فلسطين عامة.
أما ما سوى ذلك فقد كانت كلها وثيقة الصلة بنوازعي النفسية ورؤيتي للحياة و منظوري لبعض القضايا الوجودية وتعدد أوجه الخير والشر واختلاط بعضها ببعض أحيانا حتى أننا نجد أحيانا أنه من الصعوبة بمكان أن نستسلم للمطلق في الحكم على الأمور من واجهتها أنها خير مطلق أم شر مطلق، فلعل الخير يكمن في الشر هذه فعلا مقولة قد ألهمتني كثيرا
تتميز قصص المجموعة بلغة تصويرية عميقة، فكيف توظف أسلوبك السردي في إبراز أبعاد الشخصيات والصراعات التي تواجهها؟
كما أسلفت، أنا أحب كثيرا سبر أغوار الحوار الداخلي، ونوازع النفس البشرية وهو ماتجلى في مختلف القصص التي يحويها كتابي. فأحيانا ألجأ إلى السرد من منظور المتحدث الأول وأحيانا ألجأ إلى السرد العادي ولكن الأهم من ذلك هو محاولتي في غير مرة إشراك القاريء في الاسترسال في توقع النهاية من خلال تقنية النهاية المفتوحة وهو ما جاء في غير قصة في هذه المجموعة إضافة إلى إثارة تساؤلات تاريخية وفلسفية تتطلب من القاريء أن يخوض غمار البحث بذاته حتى يصل إلى ما هو أبعد بكثير مما جاء بين طيات الكتاب فيكون ملما أكثر بتفاصيل لا يمكن أن يعي قصصي الوعي الكامل، وخاصة التاريخي منها، إلا بعد أن يبحث
ما الرسالة التي تحاول إيصالها من خلال هذه المجموعة، وكيف ترى دور الأدب القصصي في تسليط الضوء على قضايا الذاكرة والهوية؟
هي حقيقة مجموعة من الرسائل اولها وأهمها أن الأندلسَ وطنٌ سيظل في وجداننا لأن هناك من رووا تلك الأرض بدمائهم و قضوا نحبهم وهم متمسكون بعروبتهم وهويتهم الإسلامية قبل قرون ولَّت ولكنهم لا يجب بحال أن يسقطوا من وجداننا إضافةً إلى تضمين فكرة أنه ليس كل ما يُرى أنه في ظاهره شرًّا فهو شر فلعل الخير يكمن في الشر. أما الشق الآخر من السؤال فهو مهم جدا، فالحقيقة هي أن للأدب القصصي دورا كبيرا في بيان أهمية التعريف بهويتنا العربية والإسلامية و دعم فكرة الانطلاق من دافع المعرفة تلك في غمار الدفاع عن هويتنا دون الانصراف فقط إلى بكاء الأطلال وهو ما ارتكن إليه بعض الكتاب المهتمين خصيصا بالشأن الأندلسي
بعد إصدار من يطفئ الذكريات، هل لديك خطط جديدة لمشاريع أدبية مستقبلية، وهل هناك مواضيع معينة ترغب في استكشافها؟
أنا دائماً ما أعشق سرديات الأندلس ونعم هناك عمل يجري التجهيز له وستكون رواية كاملة إن شاء الله ذات طابع أندلسي “معاصر” وأملي كبير في الله سبحانه وتعالى أن تكون نقلة نوعية في السرد القصصي الأندلسي وهو التركيز على القضايا المعاصرة للوجود الأندلسي في وجدان المعاصرين وليس الأمر قاصرا فقط على بكاء الأطلال.
وختامًا:
“كيف كانت تجربتك مع الدار التي نشرت معها مجموعة من يطفئ الذكريات، وما الدور الذي لعبته في إبراز هذا العمل إلى النور؟”
حقيقة، دار فصحى للنشر أجدها منبرا مهما للنشر الأدبي وأشكر فيهم اجتهادهم في محاولة النهوض بالكتاب الشباب على وجه الخصوص وقد ساعدوني كثيرا ولا أنكر فضلهم في أن آخذ أولى خطواتي في رحلتي الأدبية و أشكرهم جميعا على اجتهادهم و عملهم الدؤوب ودورهم الفعال في خروج عملي القصصي الأول للنور وأتمنى لهم المزيد من النجاح وأخص بالذكر أ. محمد جاسر والمبدعة المصممة أ. منى الموجي.
المزيد من الأخبار
كتاب “خطوة ومشاعر” لـ راضية عبد الحميد معرض الكتاب 2025 مجلة إيفرست الأدبية
رواية “سبيل” لـ حنان رضا معرض الكتاب 2025 مجلة إيفرست الأدبية
ڨند لينة منال في حوار خاص مع مجلة إيفرست الأدبية