بقلم: الطاهر عبد المحسن
في صباح يوم جديد، غمرتني سعادتي مجددًا وهي تقف بجانبي. لم تكن الكلمات كافية لوصف حضورها، الذي يشبه النور المتسلل عبر ستائر الظلام. كانت تبتسم، وتلك الابتسامة وحدها كفيلة بأن تمحو كل همومي وتعيد لي شغفي بالحياة.
قلت لها بصوت خافت:
“كيف استطعتِ أن تغيّري عالمي بهذا الشكل؟”
ابتسمت وقالت:
“لأني أحبك بصدق، وأؤمن بك.”
هذه الكلمات كانت كالموسيقى لأذنيّ، أعادت إليّ ذكرياتنا الأولى، حينما التقينا لأول مرة. كنت حينها كمن يتوه في بحرٍ من الضياع، وجدت في قلبها مينائي، وفي حنانها دفئي.
بدأت أتأمل الأيام التي قضيناها معًا، تلك اللحظات البسيطة التي رسمت ملامح سعادتي: صوت ضحكتها وهي تقص عليّ حكاية من طفولتها، أو عفويتها عندما تنسى شيئًا صغيرًا فتبحث عنه في كل مكان.
كانت سر سعادتي يكمن في كونها جعلتني أؤمن أن الحب هو أعظم الهبات التي قد يمتلكها الإنسان، وأنه المفتاح الحقيقي للأمل.
في النهاية، لم أستطع سوى أن أضمها بقوة وأهمس لها:
“ما دمتِ بجانبي، لا خوف من الغد. فأنتِ غدي، وأنتِ حاضري، وأنتِ كل شيء.”
سعادتي لا حدود لها، وهي، كما هي دائمًا، سرها.
يتبع…
المزيد من الأخبار
رواية خديجة
الحاجز الزمني
تمني