القلوبُ أسرارٌ كما البيوت

Img 20241127 Wa0099

 

كتبت ملاك عاطف

هل لفتكم العنوان بعمقه، أم أسقطّموهُ في حفرة الجنون؟ هل رأيتموهُ معلقًا في حلقاتِ الواقعِ، أم مطلًّا من نوافذ الخيال؟ هل لامس شغافَ خباياكم، أم ظلَّ محشورًا في نطاقِ جاذبيّة الكتمان؟

أجل، القلوبُ أسرار كما البيوت تمامًا يا أعزّائي؛ فمنها من يضحكُ من شدّةِ وجع جراحه المفتوحة، بينما نظنّهُ يضحكُ بقهقهات متعالية من فرط الرّاحة والسّعادة.

ومنها ما تراهُ محلّقًا على جناحِ سكينةٍ، بينما هوَ عالقٌ في مستنقع الغمِّ ملطّخٌ بوحل الهموم.

ومنها من تراهُ سابحًا في بحارِ الحبِّ، بينما هوَ يموتُ عطشًا في أرض الوحدة الجرداء.

ومنهم من تحسبهُ نابضًا بالحياة، بينما هو طريحٌ خلفَ شبكيّة الهلاك.

ومنهم من تحسبهُ هانئًا في حضن الصّحة، بينما هوَ عالقٌ بينَ أنيابِ مطحنة العلل، تقطّعه إربًا وتذره فتاتًا تسلقه شدّة الوجع.

ومنهم من تحسبه مملكةٌ للسلام، بينما هو يثورُ ويغلي في قدر المتاعب النفسيّة.

اللقلوبُ أسرار؛ فلا تمدّنَّ فضولك إلى خفاياها، ولا ترمينَّ نقاءها المحْصَنَ بالصّفاءِ بغيرِ علمٍ ببراءتها وطهرها.

القلوب أسرارٌ؛ فاحفظ خصوصيّتها، ولا تفرد طيّاتها عنوة؛ فتغلق أبواب المحبة والقبول في وجهك.

عن المؤلف