حور وليد حجاج في حوار مميز بمجلة إيفرست الأدبية

Img 20241129 Wa0041

 

 

حوار: عفاف رجب

 

تقول ضيفتنا اليوم: الكتابة والأدب بشكل عام أنهما وسيلتان للتعبير عن الفكر والمشاعر، تحملان في طياتهما القدرة على التأثير في العقول والقلوب؛ فالكتابة بالنسبة لها هي أداة لخلق عوالم جديدة، وتوصيل أفكارنا وتصوراتنا بطريقة مؤثرة، سواء كانت سردًا روائيًا، مقالًا، أو حتى خواطر بسيطة، أما الأدب يعكس حياة الإنسان بمختلف جوانبها، سواء كانت الأمل، الألم، أو حتى التساؤلات الوجودية.

 

ومن خلال الكتابة، يمكن للكاتب أن يُعبّر عن نفسه وتجاربه الشخصية، بينما الأدب كفن يسمح له بمشاركة رؤيته للعالم بشكل أعمق وأكثر شمولًا. الأدب هو مزيج من الإبداع والفكر النقدي، والمحتوى الأدبي لا يقتصر فقط على الفائدة المعرفية، بل يحمل تأثيرًا عاطفيًا أيضًا.

 

معنا شابة استثنائية كما يُقال عنها فريدة فعلى الرغم من صُغر سِنها إلا أنها برعت وتفوقت في مجالها هي الكاتبة الجميلة “حور وليد حجاج” ذات الـ14 ربيعًا بدأت كتابة منذ عامين، ظهرت علىٰ السوشيال ميديا منذ سنة تقريبًا، شاركت في كتابين مُجمع لخواطِر هما؛ “همساتِ الليل” تحت إشراف دار الوقار للنشر والتوزِيع، أما الكتابُ الثاني “بقايَا ألمٌ” تحت إشراف دار سحر الإبداع للنشر والتوزِيع.

 

وإليكم حوارنا مع الكاتبة المبدعة حور وليد..

 

-متى اكتشفتِ قدراتكِ على الكتابة والإبداع، أم هي موهبة فطرية، ومتى كانت نقطة إنطلاقكِ؟

اكتشفتِ شغفي بالكِتابة عِندما كُنت طِفلة صَغيرة في العاشرةِ من عُمرها ، حيث بدأت بتدوين يوميَّاتِي علىٰ هيئة مذكراتٍ بسيطة، و من يوميَّات لأمنيَّاتٍ لأحلامٍ ثم لأفكارٍ تدور برأسي، و مع ذلك، لا أعتبرها مَوهبة فطرية، بل مهارة تطورت بمُرُور الوقت من خلالِ القراءة المستمرة والتجربة، أمّا نقطة انطلاقي الحقيقية، فكَانت عِندما قررت مُشاركة شغفي و كِتاباتي مع الآخرين، سَواء عبر نشرها في وسائِل التواصُل الحديثة، أو عبر أحد المنصات الالكترُونية، حَيث شعرتُ أن لديّ رسالة أرغب في إيصالها من خِلال كلماتي.”

 

-بالنسبة لكِ؛ ما هي صفات الكاتب الناجح، وهل تفضلين صاحب الكلمات العميقة أم البسيطة التى تجذب القارئ أكثر؟

بالنسبة لي، صفاتُ الكَاتب الناجح تكمن في قدرته على التعبير عن أفكاره بأسلوب واضح ومُبدع، يستطيع أن يَصف مشاعر القارئ ويعبّر عن اضطرابها، مع حرصه على الاطلاع الدائم وتطوير نفسه، في العموم أي كاتبٍ يملك هذه الصفات_من وجهة نظري_ فهو ناجح،

أمّا الكلمات، فأفضّل العميقة ذات المعاني القوية، بشرط أن تبدأ بجمل مشوّقة تجذب انتباه القارئ وتثير فضوله وتشويقه.”

 

-لأي فن من الفنون: الرواية، الخواطر، القصة، المقال تجد الكاتبة نفسها؟

“أجدُ نفسي في كتابة الخواطر؛ رُبما لأنها الوسيلة التي أعبّر بها عن مشاعري وأفكاري بصدق ٍوبساطة، بعيدًا عن القوالب الأدبية التقليدية.”

 

-بمن تأثرت كاتبتنا الجميلة، ولمن تقرأ الآن؟

“أشكُركِ للُطفك’

تأثرتُ بالعديد من الكُتّاب، لكن د.خولة حمدي تعتبر من أكثر الكتّاب في المرتبة الأولى للمفضلة لديّ، أجد في كتاباتها تأثيرًا كبيرًا. أسلوبها الأدبي الفريد وقدرتها على تسليط الضوء على قضايا إنسانية معقدة باستخدام اللغة الجميلة والعميقة تجعلها من الكُتّاب الذين أستمتع بقراءة أعمالهم باستمرار. أما بالنسبة لما أقرأه الآن، فأنا أواصل قراءة أعمال د.خولة حمدي، بالإضافة إلى العديد من الكتب التي تجمع بين الفكر العميق والخيال الواسِع.”

 

-ما هي أصعب العراقيل التى وجهتك، وكيف اجتزتها؟

“من أصعب العراقيل التي واجهتني هو فقدان الشغف، وما زلت أعاني منه حتى الآن. أعتقد أن هذه المشكلة تؤثر بشكل كبير على قدرتي على الإنتاج والإبداع، في البداية، حاولت أن أستعيد شغفي من خلال العودة إلى الأشياء التي أحببتها سابقًا، مثل القراءة أو الكتابة على نحو عفوي دون ضغط. كما حاولت تغيير روتيني اليومي، والابتعاد عن الضغوطات، وإعطاء نفسي بعض الوقت للراحة. مع ذلك، فإن استعادة الشغف أمر يتطلب وقتًا وجهدًا مستمرًا، وأحيانًا لا يكون الأمر سهلًا.”

 

-إلاما تطمح الكاتبة بالمسقبل؟

“الحقيقة أنني لا أطمح للشهرة بقدر ما أطمح بلأن تلمس كلماتي قلوب البعض، أهم شيء بالنسبة لي هو أن يشعر القارئ بتأثير كلامي، حتى ولو كان تأثيرًا بسيطًا. أريد أن تكون كلماتي سببًا في تغيير أو تحفيز تفكير شخص واحد على الأقل. إذا تمكنت من إحداث فرق في حياة شخص، حتى لو بنسبة ضئيلة، فذلك يكفيني ويحقق لي سعادتي.”

 

-للإنسان طموحات عديدة، هل تواجهين صعوبة في التوفيق بين مجال دراستكِ وتطوير من الكتابة؟

“أواجه بعض الصعوبة في التوفيق بين مجال دراستي وتطوير مهارات الكتابة، ولكن الكتابة بالنسبة لي جزء لا يتجزأ من يومي، بل هي محط اهتمامي وحقًا تلامس قلبي، أما الدراسة ومستقبلي، فهما أيضًا أمور أساسية لا يمكن التغاضي عنها. لذلك، أحاول دائمًا إيجاد توازن بينهما، وأخصص وقتًا للكتابة دون التأثير على دراستي أو التخلي عن أهدافي المستقبلية.”

 

-من له الفضل على تشجعكِ وخوض هذا المجال؟

“الفضل في تشجيعي على خوض هذا المجال يعود أولاً إلى والديّ اللذين كانا دائمًا داعمين لي في مسيرتي، بالإضافة إلى بعض الأصدقاء المقربين الذين شجعوني على المضي قدمًا في الكتابة. ومع ذلك، الفضل الأكبر يعود لنفسي، فإرادتي وشغفي هما اللذان دفعاني للاستمرار في هذا المجال رغم العراقيل.”

 

-شيء من إبداعاتكِ الكتابية.

أَغلَقتُ جِـفنَايَ برُخُو فرأيتُ مَـلڪًا .

وَ حَسِبتُ أَنّـهُ قَدْ آنَ الأوَانِ.

 

اتَّسَـعَت حِدقَـتَيّ عَينَايَ بهلعٍ

وَ إذ تَقبِضُ فُـؤادِي بغَيرِ حُسـبَانِ

 

أمعَنتُ نَظَـرِي فِيهَا بِوَمِـيضٍ وَ هيَ تَبتَـسِمُ

تُـرىٰ هَل التقيتُ بمَـلَكٍ أم بحُورِ الجِـنَانِ؟

 

مَـا عُدتُ أخشىٰ فَقدَ بَصرِي بَعـدَها.

خَشيتُ أن أصحُو من غَفلةٍ فِي الرَّحِيلِ خُسـرَانِ

 

لِقاءٌ حَدَثَ بغـيرِ عمدٍ ما كُنتُ مُريدًا إنتِـهَاءهُ

هِيَ جَنّـةٌ وَ مَـا كَانت سِوىٰ بغُفـرَانٍ.

 

> بينَ الجنّة و الرحِيلُ

> حُور وليد’.

 

-حدثينا عن تجربتكِ مع دار سحر الإبداع؟ وكيف كانت شعوركِ؟

“كانت تجربتي مع دار سحر الإبداع تجربة مميزة، حيث أتاحوا لي الفرصة لنشر أعمالي وتقديم أفكاري لجمهور أوسع. شعرت بالفخر والحماس لرؤية كلماتي مطبوعة ومحفوظة في صفحات الكتب، وهو شعور يصعب وصفه. التعامل مع الدار كان داعمًا ومهنيًا للغاية، وشعرت بالانتماء إلى مجتمع أدبي يقدّر الإبداع ويشجع الكتاب على التطور. كانت هذه الخطوة حافزةً لي على مواصلة الكتابة والسعي لتحسين مهاراتي.

 

-وقبل الختام النقد من أسس المجتمع، ما هي وجهة نظرك عن النقاد، وهل تعرضت لمثل هذه الآراء الناقدة يومًا، وكيف واجهتها؟

“أرى أن النقد جزء أساسي من تطور الكاتب والمجتمع الأدبي، فهو يساعد على تحسين العمل وتطوير المهارات إذا كان نقدًا بنّاءً ومبنيًا على أسس موضوعية. أما إذا كان النقد سلبيًا أو يفتقر للموضوعية، فأراه فرصة للتعلم عن مدى تقبّل الآخرين للأفكار المختلفة، دون أن يؤثر ذلك في ثقتي بنفسي.

 

تعرضت سابقًا لبعض الآراء الناقدة، وتفاوتت بين البناءة والسطحية. واجهت هذه الآراء بمحاولة فهم وجهة نظر الناقد والاستفادة منها إن كانت مفيدة، وفي نفس الوقت تجاهلت الآراء غير الموضوعية التي لا تضيف شيئًا لتطوري. أؤمن أن الكاتب الحقيقي هو من يستفيد من النقد ويظل متمسكًا برؤيته.

 

-بالنهاية؛ بما تودين أن تنهي حواركِ معنا.

“في الختام، أود أن أوجه شكري الكبير لدار سحر الإبداع التي منحتني الفرصة لأشارك كلماتي وأعمالي على ورقيات كتبٍ، دعمهم وتشجيعهم كان له أثر كبير في مسيرتي، وأقدر كل الجهود التي بذلوها لتقديمي بأفضل صورة، و كذلك مشرفة الكتاب، الكاتبة الملهمة “شيماء خميس” كانت الداعم الأول لي و خيرَ الرفيق لي في أعمالي الأدبية، أتمنى لهم المزيد من التقدم والنجاح، وأن يستمروا في دعم المواهب الأدبية بكل حب وإبداع.”

 

ومنا نحن مجلة إيفرست الأدبية نتمنى كل التوفيق والنجاح الدائم للكاتبة حور وليد في مسيرتها وحياتها.

عن المؤلف