كتبت: خولة الأسدي
عجيبٌ أمرُ الكتابة، أو لنقل: أفكارها!
قد يحدث أن تكون كاتبًا مفلسًا، تخلى عنك الإلهام، وجافتك الأفكار، أو بمعنى أصح، انطفأ في داخلك ما كان يجعل من أي فكرةٍ نصًا يضجُّ حيويةً بكمِّ المشاعر فيه. وهكذا تجد نفسك كشخصٍ خاوي الجيوب، يسير في سوقٍ يحوي كلَّ ما تشتهيه النفوس من مأكل وملبس، ولكنه، ورغم رغبته، لا يجرؤ حتى على النظر إلى ما يشتهيه!
ومثله أنت؛ لا تنقصك الأحداث، ولم يتوقف العالم من حولك، بل إنَّ أعماقك الفارغة هي التي تُقيد أحرفك، لا غير.
ويحدث، وأنت في قعر بئر إفلاسك، أن تداهمك فكرةٌ تشعُّ حيويةً، تلامس مشاعرك المتجمدة، التي تستيقظ مرحِّبةً بها. ليطالبانك معًا بالمسارعة لتدوينها والإمساك بدفئها المشعِّ من أعماقك أنت، بواسطة شبكة أحرفك والتعابير. ولكنك معذورٌ بتأجيلك؛ فالنوم سلطانٌ لديك، لا يأتي إلا بعد مراسم معقدة، ولا يصحُّ إقلاق سيادته في عزِّ راحته بأي مواضيع مهما بدت مهمة!
ولكن، ورغم أنك لم تخطئ في أي مرة رفضت فيها الاستجابة لمغريات أفكارك غريبة الأطوار، فقد كان الندم ينتظرك بصحبة النسيان في كل مرة، عقب توديعك لجلالة السلطان “النوم” المبجل!
وكنتَ تُسلِّم للأسف، وتولول ب: “لو!” كفقيرٍ كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز بجائزة “الحلم”، لكنه أضاع فرصته بمحض غبائه!
المزيد من الأخبار
لذة الحياة
شمس الحرية
حكاية شتاء مع لُب الشعور