للكاتب محمد صابر
في ليلة هادئة، وبينما كنت أجلس وحدي تحت ضوء القمر، أخذتني أفكاري إلى بحر من التساؤلات. كانت الحيرة تأكلني كالنار البطيئة، لا أجد لها مخرجًا ولا نهاية.
تساءلت: أهذا الطريق الذي أسير فيه هو الطريق الصحيح؟ أهذا القلب الذي يحمل كل تلك المشاعر يستحق أن يكون مكشوفًا أمام العالم؟ وأين أولئك الذين وعدوا بأنهم لن يتركوا؟ أكان خطأي أنني وثقت أم أن العابرين في حياتي لم يدركوا قيمتي؟
صوت الريح يتلاعب بأوراق الشجر كأنه همساتٍ تخبرني بالإجابات التي أبحث عنها، لكنني لا أستطيع أن أفسرها. أحيانًا يبدو أنني أملك كل شيء، وأحيانًا أشعر أنني فقدت كل شيء. كأنني أقف على حافة بين اليقين والضياع، قلبي مثقل بمشاعر متناقضة، وعقلي مشغول بأسئلة بلا إجابة.
جلست طويلاً وأنا أنظر إلى النجوم. كنت أحاول أن أبحث عن إشارات، عن نور يخترق ظلمة الشك التي تسكنني. لكن السماء ظلت صامتة، كأنها تريدني أن أواجه نفسي بنفسي. هل كانت تلك النجوم تعكس الضوء أم تعكس جزءًا من روحي الحائرة؟
وبينما كنت أُمعِن التفكير، شعرت بنسمةٍ باردة تلامس وجهي، وكأنها تقول لي: “ربما الحيرة ليست عدوك، بل هي طريق لفهم ذاتك. لا تخشَ التساؤلات، فهي ما تجعلنا أحياء. دعها ترشدك، لا تُحطّمك.”
عدت إلى غرفتي وأنا لا أحمل الإجابات، لكنني كنت أحمل شيئًا جديدًا. شعرت أنني أقرب إلى نفسي، وأن الطريق ليس واضحًا لكنه يستحق العناء. ربما الأهم ليس أن نجد الأجوبة، بل أن نستمتع برحلة البحث عنها، وأن نفهم أن الحيرة ليست ضعفًا، بل دليل على أننا نبحث عن شيء يستحق.
حيرتي… كانت بداية فهمي لنفسي، وكانت أول خطوة نحو التصالح مع عالمي.
المزيد من الأخبار
أقبل الإختلاف
حقوق المرأة في الحياة الزوجية
ليت