كتبت: خولة الأسدي
لَنْ أَقُولَ: إِنَّ هَذَا يَحْدُثُ لِي لِلْمَرَّةِ الْأُولَى، فَقَدْ حَدَثَ كَثِيرًا؛ وَلَكِنِّي مَعَ الْأَسَفِ لَمْ أَسْتَطِعِ الاعْتِيَادَ!
لَا أَعْلَمُ، هَلْ لِعَدَمِ تَقَبُّلِي لِلْأَمْرِ؟
أَمْ لِأَنَّ لَا سَيْطَرَةَ لِي عَلَى مَشَاعِرِي؟
مَا أَعْرِفُهُ فَقَطْ، أَنَّ مَا حَدَثَ، وَيَحْدُثُ لِي قِمَّةُ الظُّلْمِ وَالتَّعَسُّفِ.
وَأَنَّ الْبَشَرَ بِكُلِّ اخْتِلَافَاتِهِمْ.. اتَّفَقُوا عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ؛ وَهُوَ أَنْ يَجْعَلُوا مِنِّي فَأْرَ تَجَارِبَ لِتَصَوُّرَاتِهِمْ الْمَغْلُوطَةِ دَائِمًا! وَكَانَ يَجِبُ عَلَيَّ مِنْ وَجْهَةِ نَظَرِهِمْ، أَنْ أَخْضَعَ لِكُلِّ شَيْءٍ بِصَمْتٍ، وَأُثْبِتَ لَهُمْ مَا يُرِيدُونَ إِثْبَاتَهُ لِغَيْرِهِمْ!
وَأَنْ أُجَارِيَ رِيَاحَهُمْ وَلَوْ لَمْ أَرَ فِيهَا وَجْهَ حَقٍّ!
وَإِلَّا فَأَنَا الْمُتَنَاقِضَةُ، الَّتِي خُدِعَ بِي الْبَعْضُ، وَالْمَخْدُوعَةُ فِي نَفْسِي حَدَّ الْغُرُورِ الْمَرِيضِ!
وَأَنَا الْمُخْطِئَةُ؛ لِأَنِّي أَحْتَرِمُنِي أَكْثَرَ مِمَّا تَسْمَحُ بِهِ قَوَانِينُ تَصَرُّفَاتِهِمْ!
وَأَنَا الْمُذْنِبَةُ، الَّتِي أَنْكَرَتْ جُرْمَهَا، وَلَمْ تَخْضَعْ لِمَا تَسْتَحِقُّهُ مِنْ عِقَابٍ فِي عُرْفِهِمْ!
وَلَا تَظُنَّ أَنِّي قَدِ اسْتَسْلَمْتُ يَوْمًا رَغْمَ مَا عَانَيْتُهُ مِنْ ذَلِكَ، أَبَدًا لَمْ أَفْعَلْ، وَلَنْ يَكُونَ بِإِذْنِ اللهِ.
لَقَدْ حَارَبْتُ لِأَجْلِي، وَلَمْ أَهْتَمَّ لِرَأْيٍ، أَوْ آَبَهَ لِخَسَارَةٍ.
لَقَدْ آمَنْتُ بِبَرَاءَتِي، وَكَانَ حَقِّي عَلَى نَفْسِي، الثَّبَاتُ؛ حَتَّى النِّهَايَةِ، بَغْضِ النَّظَرِ عَنْ دِمَارِ مَشَاعِرِي، وَدِمَاءِ فُؤَادِي الْمُتَأَذِّي مِنْ لَا مَنْطِقِيَّةِ قَسْوَةِ الْبَشَرِ؛فَكُنْتُ أَبْتَلِعُ دُمُوعِي، فَلَا يَرَوْنَ مِنِّي إِلَّا نَظَرَاتِي الصَّارِمَةَ.
وَكُنْتُ أُوَاجِهُ رَعُونَتَهُمْ، حِينًا بِابْتِسَامَةٍ تُقْهَقِهُ سُخْرِيَةً، وَتَبْكِي قَهْرًا، وَحِينًا بِصَمْتٍ مُتَجَاهِلٍ، يَنْتَظِرُ نِهَايَةَ الْفِيلْمِ السَّخِيفِ الَّذِي يَأْبَى الْجَمِيعُ؛ إِلَّا تِكْرَارَهُ، رَغْمَ وُضُوحِ النِّهَايَةِ، الَّتِي حَاوَلْتُ مَرَّاتٍ عِدَّةٍ شَرْحَ فَهْمِي لَهَا؛ لِأُجَنِّبَهُمُ الْعَنَاءَ، وَلَعَلَّ شُعَاعَ فَهْمٍ يَبْرُقُ فِي عُقُولِهِمْ مَحْدُودَةِ الْفَهْمِ؛ فَيَتَّخِذُونَ الطَّرِيقَ السَّلِيمَ، الْوَاضِحَ، وَالْبَسِيطَ، وَيَكُفُّونَ عَنِ النَّظَرِ إِلَيَّ كَفَأْرِ تَجَارِبٍ!
المزيد من الأخبار
لذة الحياة
شمس الحرية
حكاية شتاء مع لُب الشعور