كتبت: منال ربيعي
شجرة أمتع عيني بخضرة الأشجار، ويسري في ثنايا روحي عطر الريحان؛ خُلِقتُ أنثى بقلب زهرة، وعقل رجل، وروح كانت في القدم تنتمي إلى فسيلة صغيرة.. خلقنا من قبضة من كف ملك كريم؛ لكننا لم نُخلق ملائكة، ولا أتمنى يومًا أن أكون ملاكًا بأجنحة مثنى وثلاث؛ بل أتمنى أن أكون شجرة زهور، تطهر الهواء الذي يعطر أنفاس البشر، تظلهم من قيظ الشمس الحارقة، وتحنو على كل شيء، أكون أمًّا للطبيعة أُنجب أزهارًا تزين العالم في وقت الربيع، وأنفض أوراقي في الخريف، وأصبح جرداء خائفة في الشتاء؛ ثم أعود لأكون بيتًا لعصافير صغيرة تغرد حبًا وغرامًا في الربيع؛ نعم، أريد أن أكون شجرة وأتوق لذلك، شجرة تمتد فروعها المكسوة بالأزهار الملونة، تتمايل مع الرياح كأنها ترقص؛ شجرة لا تنطق ويمتلئ جوفها بالكلام، شجرة ساكنة تسمع أقاصيص العشاق وتوشم على أفرعها أسماء المحبين، يلجأ إليها الجميع؛ لكنها لا تقدر على الركض بشوق نحو أحدهم، فتظل شامخة في مكانها، صامدة كأنها تعرف أن دورها هو الانتظار والعطاء.
المزيد من الأخبار
لذة الحياة
شمس الحرية
حكاية شتاء مع لُب الشعور