14 ديسمبر، 2024

الذاتُ الحائرة

Img 20241104 Wa0135

 

 

كتبت: خولة الأسدي 

 

 

غريبةُ الأطوار، لربما أكون!

قليلةُ التركيز بحدٍّ أبدو معه مُشتَّتةَ الفكر أغلب الوقت، حاضرةٌ بنصف إدراكٍ، ونصف رغبةٍ في التواجد بهذا العالم. بروحٍ مُحلِّقةٍ في عوالمها الخاصة.

 

فوضويةُ الأفعال والحركات، قد أبدو؛ لأن روحي المسجونة في جسدٍ بشريٍّ فانٍ، تحاول التحرّر، والتحليق، ولو بكلماتٍ لا تستأذن العقل قبل طيرانها من أرض اللسان!

أو حركات أذرعٍ كحركاتِ موسيقارٍ يرسم بأذرعهِ فنًّا يسمو بأرواح الآخرين إلى مستوياتٍ روحانيةٍ عاليةٍ.

 

وأعاني من اختلافي الذي يراه الجديّون اختلافًا أخرقًا!

فأحاول أن أكون تلك الأخرى التي يريدونها، فإذا بي أُضحِي جسدًا حيًّا يحمل في جنباته روحًا ميتة، تمامًا كما الآلة، مع اختلافٍ وحيدٍ، وهو شعور الألم الذي لا تعرفه الآلات، فيما يحتلّ كياني التعِس متباكيًا على ما وئد فيه!

 

وقد تطلّب الأمر في بعض المرات، قليلًا فقط، قبل أن تثور شخصيتي على ضعفها، وتعود لمحاربة العالم الذي يرفضها، وكأنها تصرخ فيه: هذا أنا، ولن أكون إلا أنا، وإلى الجحيم بكل قوانينك البشرية السخيفة!

 

ولكن مع كل هزيمةٍ مُنيت بها، كان ضعفها يقوى، وقوتها تضعف، ويموت شيئًا فيها، لا تستطيع استعادته حتى بعد تكرار ثورتها ونجاحها!

 

ولا أعلم حتى متى سيستمر هذا الصراع، ولكني أعلم تمامًا مقدار إنهاكي منه، والذي بلغ حدًّا، أصبحت أتمنى الموت معه، كخلاصٍ لا حزن بعده، أو معاناة.

عن المؤلف