15 أكتوبر، 2024

مجرد غريب”

Img 20241001 Wa0071

ڪ/مـنَـار أحـمَـد

 

سؤال يتردد حِيال معرفتك أنني تركتُ جمال المدينة، وأتجهتُ لقرية صغيرة تكاد تكون منعدمة من البشر، لكن ما لم تدركه أن هذه القرية، قادرة علىٰ تغير كم كبير من المشاعر داخلي، هدوئها جعلني شخصًا آخر، وأنا جعلتُ أشخاصها أُناسًا مختلفين، كأي قصة بدأتَ في قرأتها تظن؛ أن كل ما يُروىٰ بها ما هو اللي وحي من خيال كاتب، لكن ما سأقوله ما هي قصتي مع القرية الصغيرة بعد أن كنتُ مجرد غريب؟

 في يومٍ قررت الذهاب إلى مكانٍ مختلفٍ بعيد عن البشر، فكان هذا المكان ماهو إلا قرية قليلة من البشر، وكان المكان يتميز بالهدوءٍ والجمال، والناس بها متمزين حيث كان الجميع يعمل بجدٍ في الحقول، ولكن الغريب أن الكبار يعانون فلا يعرفوا كيف يكتبون أو يقرأون، وكانوا يصعنوا طعامًا مختلفًا عن المدينه؛ لذلك عَلمتهم الكتابة والقراءة، كنتُ أساعد الشباب في التغلب على خوفهم وأن يصرُ على أحلامهم، ويحققوا أهدافهم، ويطوروا من تلك القريةٍ وكان الجميع مؤيد لحديثِ ومنصتين بإهتمامِ؛ كي يغيروا من القريةٍ ويجعلها أفضل من قبل، رأيت تفاعل الشباب مع بعضهم بطرقٍ مختلفةٍ، وأثناء تجولي بالقريةٍ رأيت الكثير من المناظر الطبيعة الخلابة وغروب الشمس فكان أول مرة أراهُ هناك بشكلٍ يجعلك تغيب عن وعيك، والسماء التي تتزين بالكثيرٍ من النجومِ، كنتُ أتنفس هواءً نقيًا ينعش قلبي بالحياةِ، جلست تحت تلك السماء الرمادية المرصوعة بالنجوم والهواء المنعش، وأصوات حركة الزرع التي كانت تصل لي فكان هدوءٍ يرح الأعصابِ، وأحببتُ أهالي القريةً التي تقبلوا وجدي وكانوا يتقاربون لي كل يومٍ. 

أشرقت الشمس ليومٍ جديد في القرية، وتسلسل الضوء المشع إلى غرفتي يعلن أنه يوم الوداع، الجميع يجهز لهذا اليوم والحزن يكمن بداخلهم، لن أنكر أنني أرتحتُ كثيرًا هنا؛ فوجدت الكثير من الأمان والحب، والتفاهم، وما أجمل حين جعلتهم يحبون حياتهم أكثر وأكثر! ويتعاونون ويحبون الخير لبعضهم البعض، وكم أحببتُ الحياة والبشر في هذه القرية، ومن وجد حلمهُ وحقق رغباته، والحياة هنا روعة الجمال بين الطبيعة الخلابة جلعتني أهيم بكل ما حولي لقد استكشفت أشياءًا كثيرةً لا تقدر بثمن مثل: حب الجميع الذي يكمن بداخلِ واحترامهم ليّ؛ فلنْ أنسَ أحد منهم أبدًا، والآن يجب أن الودع الجميع، عليَّ المغادرة لحياتي وعملي في المدينة؛ فأنا مضطرًا لذلك فالجميع هناك يحتاجون لي أيضًا،

 يومًا ما سوف أعود هنا لهم ثانية فهذا وعدٍ قطعتهُ الآن على نفسي..

عن المؤلف