ڪتبت. أميرة محمد عبدالرحيم
كنتُ دوماً الشخص الذي يعتمِد عليه الجميع، الشخص الذي يلجأ إليه إخوتهِ حينَ تقسو عليهم الحياة ، كنتُ الصديقة التي تُحيي الأمل في قلوب أصدقائها من جديد ، الإبنة التي يعتمِد عليها الأهل ولا خوفَ عليها من شيء أبداً ، فالجميع يراني الكَتِف الثابت الذي لا يميل، يستندون عليه كل حين، لم ينتبِه أحد لي وأنني أيضاً متعبة ، أتعَبَني التّظاهُر باللامُبالاة ، والجِهاد المستمِر لإخفاء ما أمُر بهِ وما يمُر بي ، أتعبتني قسوة الأيام علَيَّ والركض في طريق ليسَ لي، أتعَبَتني حياة الكِبار المُعَقّدة وأنا أتقَمّسُ دَور أحدهم بإتقان وأقوم به بقلب طفلة ، مُتعَبةٌ أنا يا صديقي من إخفاء مشاعري ورُدود فعلي، متعبة من تفاصيل كثيرة تراكَمت بداخلي، لقد مررتُ بالكثير من المواقف التي هشّمت خاطري وأفقدَتني حُلوَ الحياة، كنتُ في أشَد الحاجة لأن ينتبِه أحدهم إلى ذلك الدمع المُتراكِم في روحي، أن يرى البَوح العالق في أطراف لِساني، كنتُ بحاجة لِحُضن أرتَمي فيه بكل أوجاعي ويُخبرني أنّ كل شيء سيمضي ، لكنّ الجميع هربَ منّي ، خوفاً من أن يُصيبهُم داء حزني.. حتى وجدتُ نفسي منطفِئة لأبعَد حد ، فارغة تماماً ، لا أشعُر بشيء ، حتى الدموع ترفض السقوط وكأنّ لا شيء يستحق البكاء، ولا شيء يستحق الفرَح أيضاً.. فقدتُ الإنتِماء لأي مكان وغير قادرة على معرِفة نفسي ومَن أكون.. ألبَسوني ثوب القوة عِنوَة وأعجز عن خلعِهِ والعَيش كما يعيشون
المزيد من الأخبار
لست مزيفًا
ثُمَّ ماذا بعد؟!
لما خائفه من الموت