كتبت ملاك عاطف
اقْتَرَبَتْ ساعةُ الّنَشْرِ ولَمْ أكتُبْ بعد! ولا أعرِفُ عَّمَ يُمْكِنُني أن أكتُب، حالةُ جُمودٍ غَريبةٌ تَمُّرُ كَسَّيارةٍ وتُخْلي مقاعِدَها للفراغِ؛ كي يَرْكَبَ وتُوَّليَ هارِبةً بهِ بأقصى سُرْعَتِها إلى شَوارِعِ الوَقْتِ المُنْطَوي.
في الّسابِق، كُنْتُ أتَكَّتَفُ بِصَدْمَتي، وأُكَبَّلُ بِتَوَّتُرٍ شديدٍ حينَ يفوتُني قِطارُ الّزَمَن، وكُّلَما ابتَعَدَ ذاكَ القِطارُ عَّني أكثر، أحكَمَ تَوَّتتُري أغلالَهُ على أذرُعِ كَلِماتي؛ حَّتى يحْمَّرَ جِلدُ انتِظامِها، أو تَنْسَلِخَ عنها جاذِبِّيةُ الّتَعْبير!
أّما اليَوْم، فقد عزمتُ على احْتِواءِ فَشَلي في انتقاءِ موضوعٍ تُحاكيهِ أحرُفي، ومَدَدْتُ لهُ يَدَيْ اعتِرافي بِهِ؛ تحتَضِنُهُ وتُرَّبِتُ على ظهْرِ خَجَلِهِ المُطْرِق، ثُّمَ شرعْتُ أُواسيهِ بكَلامٍ مُحَّلى بِشَهْدِ الّصِدْقِ والحَقيقة:
عزيزي الفَشَل، لماذا أكتُب؟
تلعثَمَ؛ فاستَطْرَدْتُ قائِلة: أكتُبُ؛ كي يُعَّلِقَ الّناسُ رِسالَتي ثُرَّيا في عُقولِهِم، كي تُتَّوَجَ أفكاري بالقَبولِ والّتَطْبيق، كي يفوزَ حَرْفي بِوِصالِ أرواحِهِم، كي تُلامِسَ شَفافِّيَتي مَحَّلَ إحساسِهِم، ثُّمَ يرقونَ بي، فأرقى بِهِم، فنرقى بِبَعْضِنا معَ بعضِنا.
هدأَ روعُهُ قَليلًا، فأعَدْتُ سؤالي عليه: يا أّيُها الفشل، يا صديقي الوَفِّي، لماذا أكتب؟
أكتُبُ؛ لأجلِ أن أُتَرْجِمَ الّنَجاحَ اّلَذي يختَبِئُ خلفَك، وأُعيدَ لِحِكْمةِ اللهِ مِنكَ لمعانَها.
أكتُبُ؛ لأُذَّكِرَني وقُّرائيَ العُظَماءَ كيفَ يتعَّلَمونَ مِنك، وكيفَ يَقوونَ بِكَ؛ فلا علَيْك، هاقد سِرْتَ بي إلى نَجاحٍ تَمَّثَلَ في تَجَّنُبي الإنذارَ، وفوزي بنَّصٍ جديدٍ أكسَبُ بِهِ قُلوبَ الأحِّبة؛ فهنيئًا لنا.
المزيد من الأخبار
لست مزيفًا
ثُمَّ ماذا بعد؟!
لما خائفه من الموت