د.محمود لطفي
وفي جوف الليل كان حلمه نهارا ابدي خوفا من الظلام ، وظنا منه أن الليل سرمدي، وفي قيظ حر النهار تراجع وعاوده الحنين لسكون الليل، وها هي حياته تمضي ولا يحتاج لإثبات فقد مضى ما مضى وهو شاهد عليه وقد فات منها ما فات، تتابعت الليالي التي ظن دماس ظلامها كحزنه،وتوالت فيها النهار تلو الآخر وكان يظنها تشبه افراحه المتقطعة، وحيدا هو حتى في ازحم المواقف، منفصل بذاته ربما، احيانا يظن نفسه شتاءا سينساه الجميع سريعا لندرة امطاره، وتارة اخرى يُمني نفسه ان يُحقق ما يجعله يُذكر دوما في المجالس بحسن الذكر، يخطيء كبشر فيجلد ذاته حتى لو ظننت ان ابتسامته تعلو وجهه لحفظ ماء الوجه، ينجح فلا يكافيء نفسه بالقدر الكافي ويكتفي بالرضا حتى ولو كان راضي ولكن غير سعيد، يمل فيذهب لحوار خاص وسري مع قلمه حيث يجد نفسه التي لن تكف عن لومه فهي فقط من تحوى فجوره وتقواه ، اما هو فيترك كل ذلك ويردد لنفسه مقولته الشهيرة (كل مر سوف يمر)
وفيها ملخص عن مرور الايام التي ادرك مؤخرا انها عمره فلا هي ليل سرمدى ولا نهار دائم ولا هي حزن ابدي ولا فرح بلا نهاية فقط هي ايام عمره.
المزيد من الأخبار
لست مزيفًا
ثُمَّ ماذا بعد؟!
لما خائفه من الموت