اعتذار مرفوض

Img 20240929 Wa0047

 

كتبت: هاجر حسن 

 

الجروح ليست كلها متساوية؛ بعضها يترك ندبة لا تمحى، وبعضها يزول بلمسة من اعتذار، وأما البعض الآخر فيحرق القلب ويتركه رمادًا متناثرًا.

 

نعم، في الاعتذار شجاعة، لكنه شجاع فقط إذا كان عن خطأ غير مقصود، وكان الاعتذار نابعًا من ندم حقيقي. أما أن تتعمد طعن قلب بقسوة ثم تقول “آسف” فهذا ليس شجاعة بل جبن.  

 

ليس كل اعتذار يمكن أن يُقبل، وليس كل خطأ يمكن غفرانه أو البدء من جديد. هناك أخطاء لا تُغتفر، أخطاء تحرق الثقة في القلب وتجعلها تتناثر كرماد. فهل يمكن جمع الرماد بعده تناثره؟ 

 

القلب ليس آلة، كلمة “آسف” ليست زرًا نضغط عليه لتمحو الألم. بعض الجراح التي تتركها الأفعال لا تشفى بأي اعتذار أو كلمات. فعندما تتعكر الدماء، لا تصفو بأي اعتذار.

 

لا تعتذر، بعدما تخون ثقة قلب شخص، غير مكترث بمشاعره وثقته بك وحدك دون غيرك. وحين يبتعد عنك، تحاول الاعتذار. 

 

لا تطلب العفو ، حين تترك قلبًا ممزقًا من أثر أفعالك، فما يتمزق لا يعود كما كان. 

 

الأخطاء التي تحرق القلب، تدفن الثقة، تميت المحبة، لا تُغتفر، لا تُنسى، ولا تترك مجالًا لبداية جديدة. العلاقة عندما تُسمم تموت بلا عودة. 

 

الكرامة تقتضي الاعتذار عن الأخطاء غير المقصودة، لكن الرحيل بصمت أشرف عند ارتكاب الأخطاء الجارحة. 

 

في النهاية، الأخطاء التي تحرق القلب، يكون الرحيل بصمت أكثر شرفًا من اعتذار مرفوض بلا قيمة.

عن المؤلف