كتبته :دعاء ناصر
تعتريني رغبة عارمة في، البكاء وحيدة حيث لا أحد، لكن فعل المقاومة أكبر مني ،رغم أنني لو انزويت وانخرطت في البكاء إلي أن يشاء الله لي بالتوقف لأهدئت ،لتزحزحت تلك الصخرة السيزيفية التي تستوطن منتصف جسدي الرابض ، أجدني مبتعدة في طريقي لغرفتي والدموع تنسكب كالمطر في صحراء قاحلة ، لعلي أرضي تزهر بعدها ،يزداد بكائي حينما أغلق الباب ليكسر صمت جدران روحي ،وتهرب أشباحي ،وتتبخر مخاوفي وتتلاشي تساؤلاتي .
أجد أن البكاء وسيلة مجانية ومع هذا لا تمنح لكل البشر ، أدرك من العسير علي البعض أن يبكي برغم أستجدائهم هذه النعمة التي تشعر أصحابها عند الأنتهاء بهدوء وگأن البكاء دواء ساحر سريع المفعول في طرد ركامات الغضب واليأس ولو بشكل مؤقت كمسكن .
وأني لأغبط في مواقف كثيرة الأطفال، هم الوحيدون القادورن علي البكاء والصراخ في أي وقت ليلا أن كان أو نهارا وأمام مرأي أي شخص دون وضع أي اعتبارات
وحدهم الرجال الذين أكاد أجزم أن كثيرا منهم يفارقوا الحياة مبكرا نتيجة الضغط النفسي عند الأمساك عن البكاء مدفوعيين بعادات من أنزل الله بها من سلطان، الأمر مثير للشفقة .
من باب العيب وهو ليس بعيب ،حتي أنني أجد في الحالات الأشد ألما وقسوة كفراق الموت يكبح الرجال – وأبي واحد من هؤلاء عند موت جدتي –
تلك الرغبة ،يصمد في وجه تيار البكاء شديد الأنجراف حتي لا يكسر العادات والتقاليد الغير انسانية .
أتخيل أن البشر سيكونوا سعداء عندما يستطيعون البكاء دون مقاومة وبلا أي اعتبارات حينها سيكون العالم أقل قسوة وانهزامية فالمشاعر لا تفرق بين ذكر أو أنثي .
المزيد من الأخبار
لست مزيفًا
ثُمَّ ماذا بعد؟!
لما خائفه من الموت