بقلم/ *عبير البلوله محمد*
في حجرتي المنعزلة عن ضوضاء العالم من حولي، أجد نفسي أمام نافذة تشع أضواءً متلألئة، تتراقص كالسديم في الفضاء، مع كل حركة لأشعة الضوء، أشعر بأحاسيس متباينة؛ فحين يأتي الظلام، يزورني الحزن ويتغلغل في أعماقي، في لحظات أخرى، يشرق الفرح على وجهي عندما ينجح النور في اختراق عتمة الغرفة.
تحت يدي، أضع كتابي الذي بات يئن من كثرة القراءة، لقد طوّرت معه علاقة عميقة، إذ أرى حياتي تنعكس على صفحاته، استنشِق رائحة أوراقه، التي تذكرني بأوراق الشتاء المتساقطة، هي تتراقص بفعل نسمات الرياح، تتنقل بي عبر لحظات زمنية مختلفة، تمنحني شعورًا بالسفر إلى أماكن بعيدة، رغم أنني لا أزال هنا، في هذا المكان المنعزل.
بينما نتماهى مع واقعنا المتزايد، نجد أنفسنا نبحث عن ملاذ في صفحات الكتب، وكأنها تحاكي أحلامنا التي تلاشت في زحمة الحياة، هل من المعقول أن نجد طموحاتنا قد انزوت خلف أغلفة تلك الكتب، لتُنسى في خضم أيامنا؟
لماذا نهرب من واقعنا، إلى متى سنستمر في بناء أوهام قد تكون أسهل من مواجهة الحقائق؟
*خاتمًا:-*
أشعر كأنني سقطت في مثلث برمودا، حيث لا وجود لملاذ آمن ولا قاع يدعو للاطمئنان، بل أنا عالقة في وسط هذا المنتصف المميت، دون أن يكون لدي قدرة على التغيير أو الفعل.
المزيد من الأخبار
لست مزيفًا
ثُمَّ ماذا بعد؟!
لما خائفه من الموت