كتبت منال ربيعي
احتبست أنفاسي إذن كل ماحولي حقيقي… أنا في أي زمان
أقتربت الخيول يتقدمها فارس على جواد أدهم كأنهما جسد واحد… نظر إلي ثم خفض بصره…. التفت للرجل الذي إلى جواره….. قال بصوت قوي(لعلها من الفرس…لن تفهم العربية
(الفارس الآخر) لكن لا ترتدي نساء هذه الملابس… أعتقد إنها من الروم…
نظرت لهما وقلت بحزم(يا استاذ انا مصرية وربنا بعرف عربي)
(اندهش…. بشدة) وهي صوت واحد…. منذ متى يتكلم أقباط مصر العربية…. وكيف مصرية وترتدي ملابس كهذه
(شمس) والله مصرية من القاهرة يا عم مصر الجديدة
طيب إحنا سنة كام… في أي مكان في الصحرا دي
(يا أمير هذه لغة عربية وأين القاهرة أنا أعرف مصر جيدا
(الأمير) أنا عبد الرحمن…. أمير الصدقات….. نحن متجهين إلى
إمارة (قنسرين)
(شمس) قن ايه… ودي في آسيا ولا إفريقيا ولا أنا رحت فين (منك لله يا حسام حد يعمل كدة)
(عبد الرحمن) لاتخافي يا أمة الله (أشار بيده ناحية هودج) إذهبي هناك إلي أختي هناك ستصحبك طوال الرحلة
(شمس) هو أنا لاقيه… أحسن من مافيش…
(كان الصعود صعبا… لكن مدت يدها… لم ارها كانت تتوشح السواد… حتى سمعنا صوت الحادي ينادي بالمسير… رفعت عن وجهها الغطاء… السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته)
(شمس) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته) أنا شمس من مصر…. حضرتك)
(سلمى) اسمي سلمى….أخت عبد الرحمن… الذي رأيته أمير الصدقات…. لدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب)
(شمس) الحمد لله… طيب هي فين البلد اللي اسمها… قن ايه ياربي.. اسمها صعب
(سلمى )(تبتسم) قنسرين… هذه إمارة القائد خالد بن الوليد
سيذهب أخي إليه بالأموال لكي يجهز الجيش ونتبع بعدها القائد أبو عبيدة…….. سيفتح الله علينا بيت المقدس
(شمس) وكأن غصة في حلقها…… إحنا ضيعناها…يعني هنروح معاهم الحرب…
(سلمي) (يظهر عليها الأسي) لم يكتب الله لنا القتال لذا سنبقى في السرية التي تمد الجيش بالميرة سيكون الأمر صعب… كنت أود المشاركة في هذا الفتح العظيم……
(شمس) طيب ليه مش هينفع.
(سلمي) ماذااا.
(شمس) اقولها ازاي فصحة….آه… لماذا لا نقاتل معهم
(سلمي) وجود النساء سيضعف الجيش سيكون هناك جزء لحمايتنا… والباقي يقاتل لكن لو بقينالن يضطروا لذلك وربما استغل الروم تلك النقطة…. وهجموا علينا
(شمس) طيب…….تسمع صوت آذان لكن منخفض… أيه ده
(سلمي) العصر. لن ترغمي على شيء أنت على دينك سيوصلك فقط
(شمس) لا أنا مسلمة
سلمي)كيف …مسلمة ومن مصر وكيف مسلمة وترتدين هذه الملابس…
(شمس) يعني هو الإسلام لبس بس… أنا مؤمنة بالله
(سلمي) الإيمان بالله هو ما وقر في القلب وصدقه العمل)
إذن هيا لنصلي جماعة… …
مر الوقت ووصلت (قنسرين).. عشت مع سلمي أحببت طيبتها.. تعلمت في وقت قصير الكثير والكثير منها..
هذا عبد الرحمن لم اري مثله أكاد أقسم أنه لم يرى وجهي كلما وجهت له حديثا… خفض بصره أو نظر لاخته… عرفت أن العفة والحياء أجمل ما يكون في الرجل… لم أواظب على صلاتي هكذا من قبل… رغم ضيق العيش.. رغم غياب الرفاهية…. الحياة جميلة.. هي بضع أسابيع لكن أجمل ما في عمري
توجهنا لنلحق بالسرية ويكملون هم المسير للحاق بالجيش
الأيام كانت تحمل كل يوم خبر أجمل.. الجيش..سيدخل بيت المقدس الفرحة يسعد بها الجميع… لكن هذه الليلة كانت ميلاد جديد لي… انتفضت من النوم فزعة صوت صراخ النساء… الأطفال تنتحب الحريق نشب في الخيام… صهيل الخيول يمزق صمت الكون…. أحدهم دخل الخيمة أخذوني بالقوة
ألقوا بنا في مكان لا أعرفه… أنهم جنود الروم…. نعم قد أغاروا… علينا.. ليس هجمة… منتصر بل أنتقام خاسر يلجأ إلى الغدر ليتنقم…. وبدأ الحفل مزقت قلبي صرخات النساء يقاوم بكل قوة للذود عن شرفهن…. انزويت كالمجنونة واختبأت.. لكن..من من اختبأ.. كأنهم. كلاب مسعورة.. تنهش لحما.. قاومت بكل قوتي…. لكن الحقير مزق ملابس. كلها (صرخت بقوة بقيت لدي(يا رب. ليس لي غيرك) لم أنطق بها مرة أخري…. كان صهيل خيول يتقدمها (عبد الرحمن)لم اكن من الصالحات لم اتهجد لله ليلا لكن ربي…. لم يخذلني
لم يمر وقت وجعلهم كعصف مأكول وفقت ألملم ما علي من ثياب…. لكن..جاء عبد الرحمن.. أسدل على عباءته… لم أتملك القرار هذه المرة أرميت أبكي على كتفه ….فاضت دموع سقط معها غروري… ادعائي التمدن والحضارة هذه هي حضارة هؤلاء… هذه حقوق المرأة حقوق الإنسان التي يملئون بها مسامعنا…. لأول مرة ينظر إلى (لا تبكي يا شمس.. أنت بخير. …….عبد الرحمن …أنا..
(عبد الرحمن) أنا أحبك ياشمس أريدك زوجتي….. هل تقبلي
شمس… أنا أكون زوجتك أنت …..أنا مقصرة…. لا أعرف من الدين غير إن الله غفور رحيم الجيل انت من الجيل الذي.. جلب لنا العزة… كيف أكون أما لقائد…. أنا فتاة عادية تافهة
ليس لها هدف في الحياة… لا تحسن شيء غير اتباع الموضة وجمع الفساتين…
(عبد الرحمن) سأعلمك كل ما أعرفه… سنكون …أنا وأنت
سنقوم بعضنا إذا أخطأت قوميني وأنت سأكون سندك لنصنع حياة تليق ….لنكون معا دنيا وآخره ..
يتبع
المزيد من الأخبار
صفق لنفسك بنفسك
عيون لامعة(١)
غريب في غرفتي ٢