5 أكتوبر، 2024

القلب يبكي، والقلم أبكم

Img 20240926 Wa0105

 

بقلم: خولة الأسدي 

 

قبل معرفتي بدقائقٍ قليلةٍ فقط.. كنتُ أُعدّدُ خساراتي في ظرف عامين، وأشكو من كثرتها، وقسوتها، وممّا خلّفته فيّ من آثارٍ، ربما كان انقطاعي عن الكتابة هو الأكثر بروزًا فيها.

وفي معرض التعداد ذكرتُ ما كنت قد قررتهُ، وشرعتُ في تنفيذه قبل ذلك بساعاتٍ، والهادف لإسترجاع شغفي الذي جنت عليه حوادث الأيام ونوائبها. 

وهأنذا، ورغم ما مُنّي به قلبي من خسارةٍ، أحاول تغميس يراعي في دماء فؤادي، لأسطر أيُّ توسلٍ يمكن أن يعيد لروحي ما انطفأ فيها، ولو لروح الكاتبة لا الإنسانة، لعلَّ في ذلك بعض راحةٍ وعزاءٍ، كي لا أختنق حزنًا، ووحدةً، وصمتًا، وأنا التي كان الوجع مداد كلماتي، ولا أعلم متى أصبح قيودًا وكمامات؟!

 

وأنا التي كان لديّ ألف طريقةٍ للبكاء، ولا أدري متى أضعتها، ومتى فقدتُ غيماتي؟! وهل كان الأمر صفقة مقايضةٍ لكل ما كنت أملكه مقابل الصمت الأخرس؟! أم سرقةٍ لم أشعر بها إلا عند احتياجي لما خسرته؟

 

ولكني أعي تمامًا ما وصلتُ له من بؤسٍ، ولأي مستوىً في الشقاء انحدرتُ؛ وأنا أتصرفُ ببرود من لا قلب له!

وأنا أرى العالم دون ألوان البهجة!

وأنا أسمع، وأرى بتأثر من لا يسمع ولا يرى!

وأنا أسيرُ بخطواتٍ مُثقلةٍ بالأسى، وأجرُّ أحزاني بإنهاكٍ، وإنعدام رغبةٍ في الحياة، كعجوزٍ عاشت ألفيّ عام!

 

ثُمَّ، وأنا أجهشُ باكيةً على حين غرةٍ، بحرقة من فقد أعزُّ أشخاصه في الحياة في تلك اللحظة!

أو وأنا أُمارسُ حياتي وسط ضوضاء قلبي المزعج كطفلٍ صغيرٍ يتبع والدته في أرجاء المنزل باكيًا بعلو صوته، ولا تستطيع هي أن تصنع شيئًا، سوى التجاهل، وإتمام مهامها!

عن المؤلف