كتبت دينا مصطفي محمد
اصطحبت والدته الي ذلك المكان المقبض للقلب .. اختارتني هي لرفقتها بالطبع صديقه المقرب والتي كانت تعتبره بمثابة ابنها هو المناسب والعضد الصلب الذي تحتاجه في هذا الموقف .. دخلنا المبني الكئيب. اللون الازرق يخيم علي الحوائط وكل شئ .. لون الموت .. بالطبع ليس له علاقه بلون السماء او البحر .. لون الحياه .. اقتربنا من باب الحجره بجواره لوحه تعرفنا بماهية الحجره .. المشرحه .. بصحبتنا احد رجال الامن دخلنا الي كابوس مرعب .. تجمد الدم في عروق الجميع .. الاحياء والاموات .. غمغم احدهم الينا وطلب مننا التركيز اثناء التعرف عليه كانت الام ترتعش مع امطار من الدموع كيف لصغيرها الذي كبر امام عيناها وبين ايديها ليصبح الدكتور الشاب ان تنتهي حياته هكذا .. اشار رجل الامن للعامل ففتح درج من ادراج المشرحه واشار لنا لنقترب ازاح العامل الملاءه واتسعت عيون الجميع وتوقف الزمن وساد صمت مقيت صرخت الام بكلمات تدل علي انها عرفته قبل ان تفقد وعيها بالرغم من ان ماء الترعه الذي رقد فيها قد اخفي الكثير من ملامح وجهه لكننا تأكدنا انه هو وانها جريمه قتل و جاري البحث عن القاتل .
تقابلنا في المكان والزمان والذي حددناه من قبل .. كنت شاردا بسبب الديون وبسبب مكالمه من احدهم يتوعدني بالسجن في خلال ايام اذا لم ادفع ما ادين له من اموال .. قابلني دكتور ايهاب صديقي المقرب علي المقهي الذي اعتدنا ان نتقابل به مازحا حاول اخراجي من الحاله السيئة التي كنت عليها ثم رن هاتفه وياليته ظل صامتا … كان المتصل سمسار قد اتفق معه علي البحث عن شقه مناسبه كعياده جديده له وفهمت من حديث ايهاب له انه كان من المقرر ان يتقابلا غدا لمقابلة المالك ودفع ثمن الشقه التي عاينها ايهاب من قبل واعجبته …..وبعد انتهاء المكالمه شرح لي انه سحب مبلغ كبير ثمن الشقه وكان المفترض ان يكتب العقد اليوم لكن الموضوع تأجل للغد وان الاموال لازالت معه في السياره ابتلعت لعابي ولعب الشيطان في راسي… هم ايهاب بالانصراف واشار لي لاذهب معه طلبت منه ان يسبقني الي السياره وبدون ان يلاحظ احد وبخفه اخذت كوب الماء الفارغ في جيبي ودخلت السياره بجانبه …. وعند المكان الذي حدده الشيطان في رأسي طلبت منه التوقف لانني اشعر بالاعياء و اريد ان اتقيأ حاول مساعدتي لكن في ثانيه كنت قد كسرت الكوب واستدرت بسرعه اغرس القطعه الزجاجيه المتبقيه منه في عنقه ثارت الدماء من شريانه في وجهي غاضبه تأن من الخيانه ثوان وفارق الحياه وفي عيناه نظره لن انساها طوال حياتي …
نظرة كل صديق خانه صديقه علي مر العصور.. نظرة يوليوس قيصر الحزينه لبروتوس ..
بالطبع بعد فتره من التعرف عليه في المشرحه عرف القاتل اندهش الجميع من الصدمه وانتظرت نهايتي ايام وشهور حتي حان وقت القصاص وظلت عيونه معي لاخر لحظه بنفس النظره .. .. وفي مكان وزمان ما سيظهر بروتس اخر.. بروتس كل زمان
المزيد من الأخبار
صفق لنفسك بنفسك
عيون لامعة(١)
غريب في غرفتي ٢