5 أكتوبر، 2024

شبح لا اراه

Img 20240918 Wa0069

 

كتبت دينا مصطفي 

كنت مجرد عاملة ضمن العشرات في مصنع صغير لتعبئة المواد الغذائية ساعات من العمل الشاق تمر .. ايام وشهور وسنوات – لا اعرف عددها – من الحياه التعيسه تتكرر بلا توقف ..احيانا نتحدث .. احيانا نضحك احيانا نبكي في حمام المصنع لسبب لا نتذكره بعد ذلك … نغسل وجوهنا ونعود للعمل كأن شئ لم يكن .. لكننا في هذه الايام لم يخلو حديثنا من قصص الاشباح التي تسكن المصنع والتي عادت من جديد لتفزعنا ثم تتركنا لفتره ..احيانا ايام واحيانا شهور… ويأتي شيوخ يتجولون في المكان نسمع اصواتهم وهم يتلون القرآن الكريم ويعود الهدوء للمصنع بعض الوقت ثم تعاود من جديد غزوها .. يربطون بينها وبين الحادث الاليم الذي حدث منذ سنوات الحريق الضخم التهم كل من كان يقضي وقتا اضافيا ليلا .

الصراخ كان امرا طبيعيا ان نسمعه خاصه في ايام الساعات الاضافيه حيث المساء…. كانت الاقاويل تنتشر هذه رات شبح هنا وهذه رات شبح هناك لكن اكثر ما اتفقن عليه هو ان ذروة ظهور هذه الاشباح اللعينة في المساء وبالقرب او داخل الحمامات 

لسوء حظي اليوم كان دوري في الساعات الاضافيه بالرغم من ان مر وقت طويل قرر فيها من يديرون هذا المصنع عدم سهر الفتيات في العمل ثم تراجعوا عن قرارهم..

وكانت اكبر كوابيسي التي كنت اتمني الا اراها .. قد حضرت..

في وقت متاخر من المساء اضطررت بعد محاولات كثيره لمنع نفسي ان اذهب الي الحمام دخلت وانا اهرول مسرعه خائفه من وحش لا اراه اعلم انه ينتظرني وسيظهر في اي وقت وينقض علي لذلك لابد ان اكون اسرع منه لعلي اتخطاه …

لحسن حظي كانت هناك فتاه تقف امام المرآه تلملم شعرها تحت غطاء الشعر الخاص بالزي الرسمي للعاملات لكن .. كان لون الزي مختلفا تماما حتي مظهره تري من اين اتت به .. لا ابالي .. اقتربت لاغسل يدي بجانبها لكني توقفت عندما لاحظت شيئا غريبا .. نظرت بدهشة لانعكاس صورتي وصورتها علي المرآه حيث لازالت ترتب خصلات من الشعر الثائر الرافض للقيود لكن اين انعكاس صورتي انا .. احرك يدي واميل بجسدي يمينا ويسارا لا شئ كل ما هو ورائي ظاهر تماما ولا وجود لي .. فتحت صنبور الماء نظرت الفتاه ناحيتي بوجه اعتصره الخوف وصرخت وجريت مسرعه للخارج .. صرخت انا ايضا وكررت الصراخ ثم سمعت اصواتهن يضحكن بصوت عالي .. نظرت للوراء لاجد زميلاتي العاملات تساءلت لماذا تضحكن هكذا فجاءت الاجابة همهمة بصوت ضاحك 

..غدا سوف يأتون بالشيخ من جديد ليتخلصوا منا ……………..

عن المؤلف