5 أكتوبر، 2024

مُدْنِف

Img 20240918 Wa0041

 

بقلم: عبير البلوله محمد 

__________

 

أرغب في أن تخونني ذاكرتي يومًا ما، أن تُمحى كل الذكريات التي احتفظت بها حتى تصير فارغة تمامًا، كطفل في مهده،

لا شيء يستهويني، لا تعجبني الكلمات، لا تؤلمني اللحظات التي تسقط فيها الأقنعة الزائفة وتظهر الوجوه الحقيقية.

 

لكنها لن تفعل، ستظل تذكرني كالمنبه يرن في كل لحظة سعيدة لتعيدني إلى مرارة الماضي، ترجعني إلى ندبات تركت أثرًا عميقًا، حتى إذا اجتمعت أفراح الدنيا لي لم تُلئم هذا الندب الذي أصبح فجوة وهوّة في نفسي، لقد جثمت الآلام كأثقال على قلبي، تستمر في الضغط دون رحمة أو حنين، كأن التعاسة قد طغت على كل ما يمكن أن يسعدنا.

 

*على هامش التعاسة:-* 

نقدم للعالم فقط الصورة الجميلة والمشرقة من حياتنا، لكن خلف تلك الابتسامة الجذابة التي نعرضها، تختبئ دموع وألم عميق نواجهه في صمت، نرفع راية الاستسلام أحيانًا أمام مشاعرنا الضعيفة والرقيقة، مما يجعل تلك الأحاسيس أكثر وطأة على قلوبنا الهشة. 

لذا، لا تخطئ في اعتقادك أنك وحدك من يعاني، فالكثير من القلوب من حولك تخفي أسرارًا وآلامًا لا تستطيع التعبير عنها، تعيش في كتمانٍ تام.

عن المؤلف