بقلم: هِبة لعرج
____
عزيزتي الوحيدة والأبدية،
كيفَ حالك؟
مرّ الكثير مذ آخر مرة راسلتك فيها،
وها أنا ذي أعود إليكِ كما لو لم أغادر يومًا،
وقد اشتقت إليكِ.. بقدر اشتياقِي للمطر الذي يهطِل خلف الشباك في هذه اللحظة،
سُرق النعاس مني هذه الليلة،
فقد تجاوزت الساعة الثالثة صباحًا، ولا زلتُ أنوي السهر إلى وقتٍ متأخر أكثر..
لعلّي من سلبته نفسي بنفسي..
من يدري؟
لكنها ليلة مشابهة للكثير غيرها،
إنها واحدة من تلك الليالي التي تمضيهَا متأملا سقف غرفتك،
تفكر في كل شيء لن يفيدك حتمًا،
أو ربما يفعل،
لو تركت مماطلتك ونمتَ فقط.
ليلة تهدرها من وقتك.. مماطلا إلى أجل غيرِ محدّد،
ليلة تلوم فيها نفسك على أخطاء لم ترتكبها،
على ذنوبٍ لم تقترفها،
فقط لأنك عاجز عن إشعال نيران اللوم في شخصٍ غيرك،
وإخمادِ اللهيب عندك،
فتجد نفسك الوحيد الذي يتقبل الاحتراق،
بدعوى النّدم.
إنها إحدى الليالي التي تتمنى فيها عدم تواجدك،
لكنك هنا بالفعل..
تلقي نفسك بسهامٍ لم تمتلكها، لأنّك غير قادرٍ على أن تكون شخصًا غيرك، يرتقي لتطلعات الآخرين..
فتعجز عن تقبل ذاتك كما عجز غيرك عن تقبّلك..
فقط لأنك أنت أنت، وهم هم،
لأنك لن تكونَهم، وهم لن يكونُوك،
لأن طيفهم حيّ داخلك، وأفكارهم تجد طريقها لعقلك مهما اختبأت،
تجيد أن تتسلل بخفة وتستعمر دماغك بما لم تقتنع به يومًا..
حتى يتفادوا اللوم الذي تتلقاه أنت.
المزيد من الأخبار
لست مزيفًا
ثُمَّ ماذا بعد؟!
لما خائفه من الموت