كتبت ملاك عاطف
أن تحْشُرَ أحَدَهُمْ في زاوِيةِ عطائِكَ الماضي وَتَتَلَّذَذُ بِاستِجلابِهِ خَلاصَه، أن تُغْرِقَ أحَدَهُمْ بِسِهامِكَ؛ فتضطَّرُهُ إلى الّتَعَّلُقِ بقَّشةِ كِذبةٍ كرهًا، ثُّمَ يستُرُها بنَعْتٍ واهٍ مُسْتَهْلَكٍ، ويقولُ لِضَميرِهِ المُعَّذِبِ إّنَها بيضاء، لا لِشَيءٍ إّلا لِيُسْكِتَهُ ويرتاح!
أَنْ تَبُّخَ سُّمَ غيظِكَ المَكبوتِ في شِريانِ طَوْرِهِ، فيَخْرُجُ عَنْهُ ويرميكَ بِقُنْبُلةِ غضبِهِ الموقوتة، أن يُغْريكَ حُسْنُ تعامُلِكَ، فَتَخْلَعَ حِلمَكَ وتَنْسى رِفْقَكَ، وتَنْبُشَ بمِشطِ كلامِكَ قبرَ ماضيكُما وتُنَّكِلَ بِزَّلاتِهِ المَيْتة. هذا هُوَ الّلَوْم، يُشْبِهُ الفيروس، زِيارَتُهُ فُجائِّيةٌ ثقيلة، وأعراضُهُ تهِّدُ الّروحَ رُوَيْدًا رُوَيْدًا، وتُخَّلِفُ ندبةً في العلاقات!
وهكذا هُوَ الّلَوْم، يَتَخَّفى بِمَهارةٍ ومَكْرٍ تحتَ قِناعٍ زائِفٍ مُبْتَذَلٍ حيكَ بعِبارة “العتب على قد المَحَّبة”، وَما هُوَ إّلا مَطَّبٌ عَنيفٌ يودي بِعَجَلاتِ الّثِقةِ إلى هاويةِ الشَّكِ لا محالة.
“ولا تلوموا أمرًا غاضت مذاهِبُهُ
وأحْرَقَتْ غّلَهُ الأّيامُ والّسُنَنُ”.
المزيد من الأخبار
لست مزيفًا
ثُمَّ ماذا بعد؟!
لما خائفه من الموت