حوار : نور محمود موسى
بدايةً مِن تدوينِ بَعض الخواطر، إلى كاتبة ذات قَلم واعد يتابعها الكثيرون بشغفٍ، أية رفعت مِثال لماهيةِ المُعافرة، والسعي لبلوغ الهدف.
أية محمد رفعت، كاتبة روائية، تَبلغ مِن العمر ستة وعشرون ربيعًا، بدأت مسيرتها في المجال الأدبي في أواخر عام “2018”، تمتلكُ الآن في دور النشر المختلفة اثنَا عَشر عملًا ورقيًا، وما يفوق العشرون عملًا إلكترونيًا.
تقول أية رفعت : ” بدأت أُلاحظ موهبتي حينمَا كنت في المرحلة الإعدادية، كان الأمر مُجرد رغبةَ تدوين بعض الخواطر، ولكني لم أستمر كثيرًا حينهَا بسبب الدراسة؛ فتوقفت لفترة عن كتابة الخواطر، ثم عودتُ مرة أُخرى في عام 2018 أقرأ الروايات على المنصات الإلكترونية، وأزيد مِن حاصلتي اللغوية، حِينها خُيل لي أنني أستطيع كتابة عملًا روائيًا، وبالفعل بدأت أول عمل لي”.
وصرحت أية فيما يخص الإقبال مِن القراء :” أن في بدايتها كان الإقبال مرضي كونها مبتدئه، وبمنتصف روايتها الأولى بدأت الأعداد تتزايد بشكلٍ دفعها للمواصلةِ.
وأضافت قائلة : أعمالي الإلكترونية ليست بأكملها ضخمة تضم أكتر من جزء “سلسلة” ، أغلبها روايات من جزءٍ واحد، أما بالنسبة للأعمال التي تعمقت بتفاصيلها لدرجة أنها تعدت الثلاث أجزاء كانت” سلسلة الجارحي، سلسلة الجوكر والاسطورة “.
ومِن ضمن أعمالي رواية مزرعة بني يعقوب، التي تتحدث عن مزرعة ورثها البطل عن أجداده، انتشرت عنها أقاويل بأنها يسكنها الجن، والعفاريت لأحداث ترتبط بالماضي، ومع حدوث حدث هام سيضطر البطل لخوض معركة أسفل حوائط المزرعة ليكشف أسرارها الموصدة.
وأوضحت أية ” أن ما يدفع أي قارئ لقراءة عملها الروائي صرخات أنثى، أنها تناقش مجموعة هامة من قضايا المرأة بشكلٍ خاص، بالإضافة لإحتوائها على قصص من الواقع، البطلات يواجهن أحداث مُؤلمة، وَلكل منهن طريقتها بالمواجهة، وأيضًا قصة آيوب ابن الشيخ الأزهري الذي اضطر للزواج من فتاة عبرانية “.
وَذكرت أية : ” أن مقومات نجاح الكاتب بالنسبة لها أن يقدم عملًا هادفًا، لا يحتوي على مشاهد خادشة للحياء، حينها سيحقق نجاح يستحقه فعليًا، وأن على الكاتب قبول النقد؛ فهي تقبل النقد البناء، ولا تجد أي مبرر قد يجعل أي شخص يوجه الإهانة لكاتب بالمجال، لمجرد أنه ترك الحرية لقلمه الحُر، إذا أردت نصيحته لرؤية أمرًا خاطئ بكتاباته يُمكنك توجهيه برفقٍ؛ فبالتالي سيقدم الإحترام لشخصك، ولنصيحتك، ولكن النقد بطريقة فظة هادمة لا تدعمها أية بأي شكل من الاشكال “.
وأضافتَ :” أنا أحبذ الكتابة بكافة المجالات؛ فخصصت لكتاباتي الإلكترونية” الإجتماعي الرومانسي، والأكشن”، وللورقي” الرعب والفاتنازيا “؛ ولأول مرة سيكون عملي القادم إلكترونيًا” بوليسي فانتازى “.
وأكملت أية حديثها قائلة :” بأن تجربتها بالنشر الورقي كانت مُمتازة بفضل الله، وبالأخص روايتها الأخيرة، التي كانت مجاذفة كبيرة منها بصنع طبعه ضخمة من ألف نسخه، ولكن بفضل الله نجح العمل بمعرض القاهرة الدولي، وكان من أوائل قائمة” البيست سيلر”.
وبرغم حبها للنشر الورقي إلا أنها لا تدعم ما يقوم به بعض دور النشر، التي أصبحت تروج لأي عملًا حتى لو كان خارج سياق الأدب، لمجرد أنه نال إعجاب طائفة ضخمة من الجمهور الإلكتروني؛ فيستغلون ذلك في سبيل المبيعات التي قد يحققها العمل إن تحول لورقي، وللأسف الشديد أصبح بعض الكتاب يتنافسون على عدد المشاهدات، واللايكات التي يحصدها العمل؛ فإنجرفت عدة أقلام لصياغة مشاهد خارجة، بل أصبح العمل عبارة عن مشاهد خادشة للحياء بكل ما تحمله الكلمة.
وأضافتَ أية رأيها في تِلكَ النقطة قائلةً : ” أجد هنا أن لا أحد يستطيع حماية القارئ مما توغل بمجال الكتابة بالفترة الحالية إلا القارئ نفسه؛ فهو من يستطيع ردع نفسه عن قراءة أعمال خارجة كالذي يُطرح، وبيده تثقيف ذاته باختيار نوعية الكتب التي يتردد لقراءتها، ولا بأس بقراءة روايات هادفة لكُتاب موثوق بقلمهم وبما يقدمونه.
وأشارت أية رفعت أن الأعمال الورقية المتوفرة لها حاليًا في المكتبات، والتابعة لدار إبداع هي : “رواية تمائم عشق لم يكتمل، رواية بشرية أسرت قلبي” جزئين”، سلسلة أحفاد الجارحي” كتابين”، رواية الأربعيني الأعزب، رواية بضاعة مزجاة، رواية خارج عن المألوف، رواية الجوكر والاسطوة، رواية إيكاتا.
كما أن يوجد لها عمل أخر تابع لدار مدينة الأدباء، وهو رواية ” مزرعة بني يعقوب”.
وصرحت أية قائلةً عن مشاركتها في معرض الكتاب لعام “٢٠٢٥”، أنها ربما لن تستطيع المشاركة هذا العام، ويعود سبب إتخاذها لهذا القرار، هو إعطاء وعد للقراء بسرعة طرح روايتها الإلكترونية الجديدة “أشباح المخابرات”، و أيضًا بسبب كتابتها لرواية “صرخات أنثى”، التي تأخرت بطرحها.
وفي نهاية الحوار تركت أية رفعت رسالة تقول فيها : ” لقد مضى ستة أعوام، مُنذ بدايتي بأول عمل لي، أشاهد تطوري من عملٍ لأخر، وأحاول أن أتعلم قدر ما تمكنت، وأحاول أيضًا أن يُؤثر قلمي بشكل إيجابي على القراء، ربمَا مررت بتعثراتٍ كثيرة، قرارات صعبة للغاية؛ ولكن بفضل الله بقيتُ صامدة لحبي الشديد للكتابة، لذا ما أريد إضافتهُ هي نصيحة لكل كاتبٍ مبتدئ مثلي..
عليك بالقراءة لكُتاب عظماء ” كدكتور أحمد خالد توفيق”، “و دكتورة حنان لاشين”، وغيرهم ممن تركوا من خلفهم بصمةٍ يَصعب محوهَا، أيضًا لا تيأس من قلة تفاعل القراء معك في بداية دخولك للمجال، ضع عملك نصب عينيكَ، احرصْ آلا تنجرف لكتابة الأعمال الخادشة للحياء، لجذب فئة سريعة من القراء؛ فلتعلم بأن فئة كبيرة منهم ما هم إلا مراهقين يرغبون بتمضية وقتهم مع عمل يثير غرائزهم وحسب، وأخيرًا أنت ككاتبٍ تستطيع اختيار قرائك من خلال نوعية كتاباتك، إذ كانت هادفة مفيدة ستجد داعمها، وإن كنت تبحث عن النوع الذي سبق لي ذكره بالسطور السابقة؛ فأعلم أن ذلك الطريق وهن سريع الفشل، ولحظة مؤقتة للنجاح لن تدوم طويلًا “.
المزيد من الأخبار
الكاتب الروائي رفيق أبو حسن ينفرد بحوار مع مجلة إيفرست الأدبية
حوار صحفي مقدم من مجلة إيفرست مع الكاتبة أشواق تومي
حوار صحفي مقدم من مجلة إيفرست مع الكاتبة أسماء برحايل