15 أكتوبر، 2024

صدى يأجوج في غزة

Img 20240913 Wa0116

 

كتبت: هاجر حسن 

 

(قَالوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا)

 

 كم تتشابه أزمنة اليوم مع أزمنة الأمس، وكأن الأيام تعيد نفسها. ما أشبه حال الأمة وحال غزة بقصة يأجوج ومأجوج، أولئك الذين طغوا في الأرض كالسيل الجارف الذي يهدد كل شيء في طريقه، فغرسوا فيها الطغيان والفساد، وظنوا أن لا قوة يمكنها إيقافهم. لكنهم نسوا أن هناك قوة فوق كل شيء، قوة الله التي لا تُغلب.

 

ذو القرنين، لم يكن فقط مجرد ملك صالح يمتلك قوةٍ سحرية، بل كان رمزًا للقوة والحكمة والإرادة. لم يهزم يأجوج ومأجوج بمعجزات الله فقط، بل بقوة الإرادة والتعاون بين القوم. بنوا جدارًا من العزيمة قبل أن يبنوه من معادن الأرض. 

 

ما أحوجنا اليوم إلى جدار مماثل، إلى قادة صالحين يقودون الأمة ويوقظونها من سباتها، ويوحدون قواها المبعثرة، ليبنوا جدارًا يحول بينها وبين فساد الطغاة. يجب أن نعود إلى الإيمان والامتثال لأوامر الله، فإن إيماننا هو سلاحنا وعزيمتنا هي جدارنا.

 

 ما يحدث في غزة اليوم يعكس حال ضعف الأمة، وما أحوج الأمة الآن إلى التعاون والاتحاد لبناء جدار قوي ليس من الحديد، بل من العزة والإرادة. 

استعادة الأمة لعزتها وشموخها لا تتطلب معجزات، بل يقظة ورجوع إلى الله، وإرادة قوية تجعل الظالمين يفرون من وجه الأمة كما تفر الخفافيش من النور. يجب أن نكون كالنسور التي يهابها الفئران. 

 

إعادة الأمة ليست بقوة السلاح، بل بقوة الإيمان، والعزيمة. قلوبنا يمكن أن تكون سدًا منيعًا يحول بينا وبين أي طاغٍ. مع كل جدار من الإيمان نبنيه، سينهار جدار الطغيان…

عن المؤلف