5 أكتوبر، 2024

وعيٌ قاتلٌ بوجعه

Img 20240913 Wa0085(1)

 

بقلم: خولة الأسدي 

 

أشعرُ بالاختناق في قلبي!

وكأن جبالًا من حزنٍ تجثمُ على روحي، ولا أستطيع حتى الأنين! 

 

حتى حروفي التي كنت أهرعُ إليها للحصول على شيءٍ من المواساة، أصبحتُ أفرُّ منها بهلع حيوانٍ جريحٍ لا يرغبُ سوى بالاختلاء مع نفسه، ومداواة أوجاعه بصمتٍ.

 

وأشعرُ بخواءٍ ثقيلٍ قاسٍ، لا أعلمُ سبيلًا للخلاص منه، فقد احتلني عقب بكاءٍ حارٍ، كنت أشعرُ فيه أن الدمع يُنتزع من أعماق ذرات كيونتني، ومن أقصى مكانٍ في روحي البائسة التي امتدت قشعريريات تعاستها لكل أنحاء جسدي، الذي كان يهتز مواسيًا كمصابٍ بماسٍ كهربائي!

 

وظننتُ وأنا أستسلم لعواصف الدمع، أنها ستغسل أوجاعي، وتتركني مع خفةٍ مريحةٍ، لكنها لم تُخلّفُ لي إلا الخواء المؤلم، وإنهاكًا جسديًا أشدُّ ألمًا، أشعر معه كأني تعرضتُ لضربٍ مبرحٍ!

 

ويُسيطر الإنهاك عليّ حتى أظنُّ ألّا مزيد، فإذا بلحظة إدراكٍ شعوريةٍ، تهزُّ قلبي هزًا، فأشعر به يكاد يقفز خارج أضلعي مُستنجدًا!

وأعودُ للبكاء الذي ظننت أني لن أقوى عليه مجددًا!

أو هو الذي يعود لي مباغتًا، فلكأن في كل لحظةٍ يستوعبُ المصاب جزءًا مني، فيبكي كل جزءٍ فجيعته وحيدًا، ولا ينتهي ألمي!

عن المؤلف