كتبت ملاك عاطف
تُكَّفِنُ راحَتُهُ الحانِيةُ لبضعِ ثوانٍ هذا الّشَلَل عَّلَ بَشَرَتَها تَتَشَّرَبُ مِسكَ شَهادَتِهِ وتنفُضُ عَنها خُشونةَ رجفةٍ وَّرَثَها لها قسرًا دَوِّيُ الغاراتِ الجاّفِ إّلا مِن سيما الّهَلَعِ البالي، أو عَّلَها تقتنِصُ مِنها قَبَسَ لينٍ تُواري بِهِ آثارَ أقدامِ صقيعِ الحَربِ المُعَملَقَةِ بِكَيْدِ المَكْرِ وشَّرِ الفَساد. تَلتَقِطُ مُقلَتُهُ المَفجوعةُ آخِرَ صورةٍ وتَدُّسُها بَيْنَ صُوَرِ الماضي اّلَتي مَّزَقَتْها أيادي الّدَمارِ بمَخالِبِها الحاّدة المُلَّطَخةِ بدَمِ البَرايا، وتُعَّلِقُها في إطارٍ أنيقٍ على أحَدِ جُدرانِ ذاكِرَتِها العَتيقة، ثُّمَ تَفِّرُ منها دمعةٌمقهورةٌ تشُّقُ طريقَها عبرَ الغُبارِ مُتَخَّلِلةً سِروالَه،فَتَتْبَعُها بِسُرعةٍ خاطِفةٍ قُبلةٌ يَتيمةٌ تندَفِعُ مِن شَفَتَيْهِ عدوًا؛ لتَغورَ في مَسامِ جِلدِهِ البارِدِ؛ فيَنْسابَ علَيْهِ دفءُ الأُبُّوةِ بِبَلسَمِهِ الّشافي ويرقُدَ في سلام. وتَحْتَ زُرقَةِ الّسَماءِ المَخدوشةِ بحُمرةِ القذائف، يُعانِقُ الّسَوادُ البُّنِّيَ المعسولَ، ويبُّثُ إلَيْهِ وَجَعَهُ بكُّلِ لُغاتِ الحُزن، ويَهْمِسُ حَنَقُ الفَقْدِ المُّرِ بكَلِماتِ الوَداعِ قبلَ أن تَتَجّلى ستائِرُ الفِراقِ وتنسَدِلُ إلى أبدِ الآبدين.
المزيد من الأخبار
لست مزيفًا
ثُمَّ ماذا بعد؟!
لما خائفه من الموت