15 أكتوبر، 2024

خريفُ العمر

Img 20240911 Wa0073

 

كتبت عائشة شرف الدين 

لدواخِلنا أيضًا مناخات، تتغير فصولها تباعًا لما يمرُّ علينا من وقائعِ الدّهرِ، أحيانًا تُمطر بغزارة حتى يفيض الدمعُ من المحاجرِ ليعلن عن بدايةِ فصلٍ ماطر، فتتساقطُ أوراقَ الحياةِ لتكتسي حُلةً أبهى وأجمل، ولكن ماذا عن البشر، هل يعود ربيعهم بعد أن تساقطت أوراقهم في فصولِ خريفهم ؟

أودّ أن أنزع عني كل قيدٍ كاذب، وكل عهدٍ منقوض، أود أن أتحرر من كل علاقةٍ كانت ترهقني وتأخذ من عافيتي، ومن كل بشرٍ عرفته وندمت على ذلك، فزهرة حياتي باتت مثقلة بالخداعِ والزيف حتى ذبلت كل بتلاتها، وشُجيرة عمري المخضرة صارت عودًا دون أغصان، فلقد حان الوقت لأُشذّب أغصاني وأنزع ماتيبس منها واصْفَرَ ورقةً ورقة، وأنفض عني زيف البشر وأكاذيبهم، أكذوبةً أكذوبة، وأستعدّ لربيعٍ جديد مليّ بالإشراقِ والإزهار، حيث لامكان سوى لبشرٍ أسوياء، أنقياء ولطفاء.

عن المؤلف