15 أكتوبر، 2024

صرخات تحت أنقاض خيام مواصي خان يونس

Img 20240910 Wa0099

كتبت: هاجر حسن 

 

 

وتستمر المجازر، بمجزرة جديدة في مواصي خان يونس. حلّ الموت محل أكسجين الحياة، وبين كل شهيق وزفير، يسقط العشرات، بل المئات والآلاف. 

 

نُسفت الخيمات البلاستيكية التي، رغم ضعفها كانت تحمي أرواحًا بريئة، بلا رحمة، وغاصت الأرواح تحت أنقاض الأرض، فيما ارتفعت غيوم الغبار وتلاشت أصوات الحياة في الآفاق.

 

حل لون الدماء القاني مكان لون خضرة أشجار الزيتون التي تئن بالألم، وحل الكفن الأبيض مكان ينابيع الحياة. 

 

الخوف يلازم المرء هناك كظله، وهمسات الشهادة على الألسنة وفي القلوب في كل حين، فالموت أصبح واقعًا يحصد الأرواح. 

 

صمت مريع ومخزٍ، والجميع يشاهد كما لو أن ما يحدث في غزة مشهد من فيلم من وحي خيال كاتب مريض، وليس واقعًا مريرًا يعيشه الأبرياء؛ لوحة مرسومة بالدماء والدمار.

 

ابتلاء أصاب الأمة، نجا منه أهل غزة، نعم، سيدي، لقد نجوا في الامتحان، فمنهم شهداء أحياء عند ربهم، ومنهم صابرون محتسبون يروون قصص النضال، أو مجاهدون يمضون باذلين أرواحهم نحو النصر بمشيئة الله. أما بقية الأمة فقد غرقوا في بحر الدنيا ولهوها، أسرى لأطماعهم، دمى تتحرك بأيدي أعداء الله. وإن لم يفيقوا من غفلتهم ولهوهم، فهلاكهم آتٍ بلا محال. 

 

افتح مصحفك، واتلُ آيات الله، ستهبط السكينة على قلبك، وستعلم أن فلسطين باقية في عمق التاريخ والمستقبل، عربية، نابضة بالأمل رغم جراحها، منتصرة بوعد الله. املأ قلبك بالإيمان ولا تبتئس، ففجر غزة بات قريب المنال…..

عن المؤلف