كتبت منى محمد حسن:
لا أقوى على العيش وأرضي فلسطينٌ أُخرى!
مات الطفل والمعلم، الشاب والشِيب، النساء واليتامى، لمْ يبقَ أحدٌ هناك؛ الأرض صالحة للغيلان كي تتغذى فيها.
على أنقاض منزلي أجثو، أبحث عني، كُتبي الممزقة بها رائحة دماء، لا أعلم إن كانت لضابط بالجيش أو مُستَنفر!
أظنها قد تكون لمرتزق!
أو مواطن مسكين ظن أن الحوائط تلك تخفي روحه عن عزرائيل.
لم تأخذ الحرب منزلي فقط؛ فقدتُ جيرتي الطيبة، أهل الأحياء الشعبية التي ترعرعت بينهم (يا بت مِدي الصحن دا لخالتك فِلانة وتعالي، هو يما الصحن دا حق منو؟
ما معروف المهم متداول بينا إنتِ مالك عليه)
ثم صديقتي منذ الطفولة، لا أدري إن كانت بخير، أم الدُنيا أخذت تبطشها ليلًا ونهارًا.
ماتت روحي حينما سمعت خبر استشهاد رفيق عمري!
هكذا توالت أحزاني منذ اندلاع حرب أبريل، وأنا حائرة الدليل من ولاية للتي تليها؛ علنيّ أجد ما تبقى من شتات روحي المبعثرة ودموعي التي ترفض الانصياع لأوامر الدم.
سمعت ما سمعت، عن الذين ماتوا جوعًا داخل أراضي دارفور، والذين سُلبت أرواحهم داخل الجزيرة، ومن هُجروا من منازلهم بسنجة، بلاد كاملة تتوقف على صُلحٍ وانعقاد لاجتماع كرسي الحكم، بين المتحاربين، من سيكون الفائز؟
خُذ شهيقًا عميقًا كما جُرح التي اغتصبت…
فالحروب لا تخاض على أجساد النساء، اِخرج زفيرًا سريعًا كما الكلمات التي نُسيت حينما هتف الجنرال: “هم من رحم القوات المسلحة وأنتم عليكم السكوت واِلتزام وجودهم بينكم…”
بين مَنْ؟!
مَن تبقى لتحكمه سعادتك!
لقد مات شعبٌ كامل، كي يحصل أحدكم على كرسي داخل مقابر أحياء لا يرزقون.
المزيد من الأخبار
محرقة
نار بلا وقود
الحب والتضحية