15 أكتوبر، 2024

عناق مع الرياح

Img 20240908 Wa0123

 

للكاتبة: هبة لعرج 

___

 

أقف هنا أعانق الرياح التي تحمل رائحتك، 

أمشي فوق الأرض التي تحتفظ بخطواتِك، 

أشهد أنني ذات أيلول أحببتك، 

سعيدًا و تعيسًا، 

شاحِبًا و حزينًا، 

أحببتكَ و أحببتُني بعدَ أن أحببتَني ؛ 

لأنني و مهما كنتُ تائهة، 

كنتَ القمَر الذي ينقذنِي،

مِثل المنَارة التِي ترشِد السفن فِي أشد الليالِي ظلمَة، 

لم أكُن يومًا لغيرِك فلا تكُن اليومَ لِغيري ، 

أشهَد أنني وقفتُ ذات يومٍ بين أشَد الفصولِ تناقضًا، و أحببتكَ! 

أشهَد أننِي في نهَاية الصيفِ وجدتكَ و في بدَاية الخريفِ أغرِمت بكَ، 

لم أذق السعادَة في غيابِك، و لم يكُن العِيد عيدًا يا عيدِي، 

أحببتك متجاهِلة كل ما تعلمتُه عن حُب الذاتِ و سكبتُ مشاعِري في قَلب أخشَى ألا أعانِقه يومًا؛ 

رغبتُ بكَ مِثل طِفلة عنِيدة، و أحببتكَ كحُب جنديٍّ لوطنه، غرِقت فيكَ كمن لم يجربِ السباحة يومًا؛ 

خذنِي إليكَ ، أينمَا كنتَ الآن، خذنِي إليك، 

اختطِفني من ذاتِي و خبئنِي بينَ ذراعيكَ، 

أعرف جيدًا أنني لن أعرِف الأمان إلا في قلبِك، 

فلا تتركنِي الآن، 

لا تتركنِي أرجُوك .

عن المؤلف