كتبت نورهان أحمد
بِظلامِ الليل القاتِم، وَحدي بِالشوارعِ أتسكعُ مع أفكاري المُميتة، أهربُ مِن التفكير، ويأتيني كلما هربت، أهربُ مِنه إليه!
صَوّت الضجيج أعلىٰ مِن أصوات الطائرات الحربية، أعلىٰ من أصوات الأشخاص التي بِقُربي، صوّت بداخلي يُحدِثَني : ماذا تريد؟
ـ أن تترُكني أفكاري وشأني، أفكارٌ مُميتة تُهلكني، تفكيرٌ كثيرٌ يؤلمني، خيالات وسيناريوهات برأسي فقط، بِرأسي عالم لا أحد يَسمعُ ضجيجه!
قمت بالردِ على ذلك السؤال، وياليت عقلي يكُف عن التفكيرِ قليلًا، أشعُر أنه كُلما ركضت سريعًا، أعد إلىٰ ما ركضت وهربت إليه، بالخيالِ أحيا أعلم، ولكن هناك وهم يَقودني للسراب، يَختلِج كُل ما بي مِن غَمرةِ الاغتِمام، ضَجرت مِن كل ما حَولي، ثوىٰ كل شيء بداخلي، واجتاح الخوف داخلي وعاثه، أخاف كُل شيء، ما عُدت أنا، اِغْتمَ غيابي عني، غِبت ولا أدري مَتىٰ العودة؟
أسيرٌ بِعقلي مُكبلُ بالأفكار التي تُهلك المَرء، لا أدري مَتىٰ يَحين موعِد الاِعتاق؟
تَحريري مِن أصفادِ الخوف الذي غَمرني، هل حقًا سأعود؟!
فقدتُ العَودة، وفقدتُ الأمل، هناك بالخيالِ مع أفكاري سأكون، سَأتلذذ مع الوهم والسراب كَعادتي.
المزيد من الأخبار
لست مزيفًا
ثُمَّ ماذا بعد؟!
لما خائفه من الموت