سحابُ البُـكـاء

Img 20240905 Wa0081

كتبت نورهان أحمد 

 

هناك بِـأروقَـةِ الليل تَجلس، تَستحضِر ما يوجعها، كل ما يؤلم يأتي لها ! 

أتىٰ الليل، وأتت معهُ كل الذكريات التي تُـوَّد أن تنـساها ! 

تتذكر ما مرَّ، وما كان، أصبح ماضي مؤلم يجرحُـها كُـلما تَـذكَـرت ! 

تبكي، وتسيلُ عَيناها كالچود، تفيض بِـكُل ما أوتيت مِـن قوة وكتمان، لم تبحُ عما بَـدَّر ومرَّ، وذلك ما جَعلها هكذا، شاحبة، صامتة، هَـزيلة، عَليلة، ومُتسكِـعَة ، قد أضرمَت الذكرياتُ اللهيب بِـالداخل، أشعلت النيران، واجتاح الدُخان صَدرها، أصبحت رائحة الغُرفة ذكريات تحتَرِق ! 

رائحة كِـتمان كَـلمات خـامِدة، رائحة البُـكاء بِـكُـلِ مَكان ! 

تَـصرخُ عَـويلاً باتت تَكـتِمَهُ كل لَيلـة، تتذكر ما مضىٰ وتبكي، لا تفعل شيئًا غير أنها تبكي !

 وليت البُـكاء يَجدي نَـفـعًا لِـما ذَهب، تبكي؛ لأنها تُـدرِك أن البُكاء لن يجدي نفعًا، ولكن لا غيرهُ تَـذهب لَـه ! 

 تُدرك أن تلك الذكريات التي تـؤلمُـها لن تأتي بالراحلين عنها مُقبلين لها !

 بكاءك عما مضىٰ، لن يُـغير شيئًا، لن يعود الغائب، لن يحيا المُحتضر، نُدرك ولكن ما لنا غيره، ما حيلة الهَـزيل غَـير بُـكـاءه ! 

نحتمل كَـثيرًا، ولكن إلى متىٰ؟!

 لقد قضىٰ كل شيء علينا حـقًا، صِدقًا تَـقطُـن الآلام بِـقلوبنا ولا تَرحل ! 

 لكِنَنا نؤمِـن أنها سَـترحلُ يـومًا ما، ونحن سَـنرحلُ مَعـها . 

 

   

عن المؤلف