كتبت نورهان أحمد
وعدتُ، وعدتُ إلىٰ ذلك الطريق الذي يؤدي لِـهلاكي، السَبيلُ داچٌ قاتم، لا أرىٰ شيئًا، أشباحٌ تُطاردني، تعشقُ إيذائي، أخضعُ لها وأُخبِرُها هيا أنا هنا مستعد!
فقد اِعتَدت، اِعتدتُ الخوف، والألم، والأذى، اِعتدت أن أؤذيني، فهذه أشباحي إذ هُم لَيسوا بِـأغراب أسمح لهم بإيذائي!
أتعلم كم يستغرقُ المرءُ وقتًا للتعافي مِما يؤلمه؟ أتعلم أن الغياب اِجتاحهُ، ولا يُدرك مَن يَكون؟!
عندما تغيبُ النفس عن المرء، يَضلُ كُل السُبلِ التي يَسيرُ بها، غادرت الروح؛ مِن ما بها مِن آلام لا تُحتمل، مِن كثرة الضربات المتتالية، والجروح التي لا تَلتئم، غادرت ولم تعُد، ولم أعُد أنا حِينها!
كيف يُمكن أن تكون هُنا وروحك ليست معك؟! كيف يُمكن أن تكون ولا تكون؟!
جسدٌ هُنا، والروح مُكبلةٌ بالاصفادِ بِـمكانٍ بَعيدٍ، ليس بِـمَقدورك الذهاب إليه، السَبيل إليها عَسِر للغاية، ظلامٌ حالك تكون بِداخلهِ، تسيرُ بالشوارعِ الملطخةِ بالذكريات التي تهربُ مِنها، رائحةُ الخوفِ التي تَغمُر الطريق، الأشجار التي تعزفُ ألحان الحُزن الصامِت، الريح التي تأتي تارةً مع أنغامِ الموسيقىٰ الهادئة ثم تذهب، بالنِزال أنت ولا غيركَ يُحارب، تُحارب نفسك لِـتستَعيدها، ولا أنت تنتصرُ، ولا هي تَعود إليك، وتَظل هائِمًا تَبحثُ عن ذاتك في قاعِ السَراب!
المزيد من الأخبار
لذة الحياة
شمس الحرية
حكاية شتاء مع لُب الشعور