20 سبتمبر، 2024

التذلل المطلوب

72acb32ac263c1a3a2e4b1fde1c1b1c2

للكاتب: محمد محمود

من طبيعة الإنسان أنه لا يحب الذل ولا التذلل، ولا يحب أن يتفضّل عليه أحد من الناس؛ لأننا في النهاية بشر، ولا نحب الطبقات الاجتماعية بين بعضنا البعض، ولكن هناك مَن يجب أن نتذلل له، نتذلل له في قضاء حوائجنا، وفي صرف الأذى عنَّا؛ لأنه بيده ملكوت كل شيء، بيده كل ما نريد تحقيقه، قادر على جعلنا سعداء، وقادر على تسهيل كل صعب في حياتنا، ألا وهو: الله العظيم، نتذلل له لأننا مَن نحتاج إليه، نحن الضعفاء إليه، مَن الذي يغفر ذنوبنا؟ مَن الذي أمدَّنا بكثيرٍ من النعم؟ مَن الذي جعلنا ناجحين في حياتنا؟ هو الله القادر المقتدر، التذلل إليه عزة وقوة، ذلك هو التذلل المطلوب، التذلل الذي به يحبنا الله، ويرزقنا بكل ما نريده من الخير، خزائنه لا تنفد أبدًا، هو الذي يفرح بالعبد الذي يدعوه بتذلل وخضوع، يفرح به لأن ذلك العبد عَرف حقًا مَن هو الله، وعَرف أن لا يوجد أحد في هذه الدنيا بيده النفع والضر إلى الله، ولا يوجد أحد يستحق التذلل إليه إلا الله؛ لأن الناس ما هم إلا أسباب، والله هو رب الأسباب؛ فمتى سيخشع قلبك لله؟ متى تتذلل إلى الله؟ متى تبكي في صلاتك من خشية الله؟ ألم تسمع قول الله – تعالى في القرآن الكريم: “ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون” أما آن الأوان بأن تعود إلى ربك قبل فوات الأوان، حاسب نفسك قبل أن تُحاسب.

عن المؤلف