كتبت: هاجر حسن
لكل منا فصله المفضل، ذلك الفصل الذي لا يمنحنا البهجة فحسب، بل يعيد إلينا طاقتنا، مناخه الذي يشعرنا وكأن أجنحتنا التي انكسرت تعود للتحليق بنا من جديد.
ها هي نسائم الخريف والشتاء تقترب، وأشم رائحة القهوة الساخنة تملأ المكان، تتناغم أوراق الشجر المتطايرة في الهواء مع ذكرياتي القديمة. أشعر بالهواء البارد يلامس يدي، يداعب وجهي، ويعيد إليّ الحياة.
كأنني أسمع صوت همسات الشوارع التي يحيطها الهدوء، وسكينة تغمر الأرجاء مع زخات المطر التي تنزل كأنها لآلئ تتساقط من السماء، تغسل الروح وتعيد إليها طفولتها التي ننساها وسط مشقات أو أحزان الحياة.
تأسرني الملابس الثقيلة بألوانها الدافئة التي تجعلني أشعر بالتميز والتألق، والمدفأة التي تشع بدفء أسري يتسلل للروح وينسيني أي خوف أو قلق. الالتفاف حول غطاء سميك في سهرة ليلية مع عائلتي، حيث تتوقف عقارب الساعة مع رائحة البطاطا المشوية أو السحلب أو الحمص، فنعيش لحظات من السعادة الصافية تنقش بخيوط ذهبية في ذاكرتي.
في ليل الشتاء الطويل، حيث أسهر مع النجوم والقمر، أمضي وقتي معهم ومع كتابي، الذي يعانق حروفه الدخان الصاعد من كوب مشروبي الشتوي المفضل، وتتوافق كلمات الكتاب مع صوت الرياح، فتأخذني في رحلة لا تُنسى.
مع كل نسمة هواء باردة، ومع كل سحابة بيضاء متجمعة، ومع كل زخات مطر متتابعة، يعود إليّ الشعور بالنشاط والحياة. هكذا هو شعوري في فصلي المفضل، حيث تمتزج الذكريات بالمشاعر مع نسمات الطقس الهادئ.
المزيد من الأخبار
لست مزيفًا
ثُمَّ ماذا بعد؟!
لما خائفه من الموت