كتبت عائشة شرف الدين علي
جالسةٌ عند زاويةِ الغرفة ، منزوية بنفسي، منشغلة بذكرياتي الباهتة والمموهة، أنظر للحياة بعينّي عجوزٍ عمياء، من شباكِ غرفةٍ تطل على حائط أسود وأتسآل لما جرى العمر سريعًا ولم ينتظر ؟
ولما الألم يجتاح زوايا جسدي وينخره كما يفعل السوسِ بالحطبِ ؟
لماذا شاخت روحي قبل آوانها ؟
وجدت نفسي بين فراغاتٍ و مفترقات كثيرة بعيدة عن أصرار الحياة التي كنت فيها، وجدت سنين عمري ضائعة وراء أحلام لن تتحقق بل ستظل حبيسة صدري والفؤاد .
لأدرك أخيرًا بأن العمر لم يجري سريعًا بل أنا التي لازلت مكاني حتى فاتني كل شيء
وأدركت أن روحي شاخت لكثرة ماعانت وضامت وذاقت الذل واليأس ،كان كل شيء يسير بمعدله الطبيعي من حولي ،وأنا التي كنت جامدة ، بل كنت جاثمة فوق آلامي وهي جاثمةً فوقي تأبى التزحزح والزوال ، وحشٌ ما سيطر عليّ ، وأطفأ عالمي السعيد، وأبدله بآخر أسود ورمادي، أطلق أصوات مزعجة، وسيل من الذكريات المؤلمة، وهواجس ولا تتوقف ، هذا بالضبط ماجعلني الإكتئاب أشعر به .
المزيد من الأخبار
قوة الإرادة تصنع المستحيل
ترميم الذات!
الملجأ الوحيد