كتبت: آلاء أحمد
خذلوني أولئك الذين ظننت الحياة معهم ستكون أفضل فليتهم اصطفوا ضدي، ولم يصطفوا خلفي ليتقاسموا ظهري بخناجر غدرهم المسمومة، تركت لهم ظلي ورحلت لأنني لا أحمل رغبة الإنتقام من أحد والأيام كفيلة برد اعتباري
وقمة الخذلان في أن أحفظ عهدكِ وأصون ودَكِ وأُذكر نفسي بأنني يجب أن أراعي ما بيني وبينك وفجأة يضيع في لحظةٍ كل شيء
صغيراً تجرعت مرارة الحرمان والغربة وكأنما تكوّنت روحي وشُكّلت لتنسجم مع بيئتيهما وقسوتيهما ولم أتحسس ملمس الطفولة التي عاشها أقراني، فالظروف جعلتني أحرق المراحل التي تفصل بين الطفل والرجل وأرمي طفولتي جانباً وأتقمص صورة الرجل في سن مبكرة لتطبع السنين بصمتها على ملامح وجهي
ما بين صدري والمقابر علاقات بالاسم والمعنى ودفن الضحية الفرق بأنّ المقبرة تدفن أموات وأنا دفنت أشياء بالصدر حيّة وقمة الخذلان أن أعلمك أول دروس الوفاء وتلقينني أنتِ أقسى دروس الغدر، وأن أوفيك كل حقوق العشق وتسلبيني أنتِ كل حقوقي الإنسانية لأدور حول نفسي في حلقة مفرغه أبحث عن الأسباب والمسببات وأحتاج إلى الهدوء جداً، ففي داخلي ضجيج مدينة من الحنين وفي قلبي أشلاء حكاية ممزقة وفي عيني ملح بكاء ألف ليلة وليلة، وقمة الخذلان أن أحدثك عن غدر الأحبة فتصبحي أنتِ أول الغادرين في سجل عمري أن أحدّثكِ عن خيبات العشاق فأصاب منكِ بأكبرالخيبات في جل حياتي أن أشكو لكِ ظلم المقربين فتكون أنتِ سيد الظالمين لقلبي فبعد هذا لمن أشكو جورك وظلمك؟
وقمة الخذلان أن أُسكنك عيني فتصبي الرمد بعيني وتذهب وأن أسكنك روحي فتحرقها بلهيب جحودك وترحل وأن أسكنك قلبي فتترك القلب بكل قسوة وتمضي فمن الذي علمك كل هذا الجفاء؟!
وإن الظلم مفسدة وخلق ذميم ومن الأفعال التي تؤدي إلى إيذاء الناس وخراب المجتمعات، ولا يمكن أن تتوقع من شخص تعرض لظلم وقهر أن يكون منتجاً وفاعلاً طالما أنّ الظلم ما زال واقع عليه، لذلك لا بدّ من التّصدي لأفعال الظلم وقول الحق في وجه الظالمين والدفاع عن حقوق المظلومين مهما كان الحق المسلوب منهم صغيراً.
المزيد من الأخبار
لذة الحياة
شمس الحرية
حكاية شتاء مع لُب الشعور