كتبت نورهان أحمد
هناك بِـأروقَـةِ الليل تَجلس، تستحضر ما يوجعها، كل ما يؤلم يأتي لها !
أتىٰ الليل، وأتت معهُ كل الذكريات التي تُـوَّد أن تنـساها !
تتذكر ما مرَّ، وما كان، أصبح ماضي مؤلم يجرحُـها كُـلما تَـذكَـرت !
تبكي، وتسيل عيناها كالچود، تفيض بِـكُل ما أوتيت مِـن قوة وكتمان، لم تبحُ عما بَـدَّر ومرَّ، وذلك ما جَعلها هكذا، شاحبة، صامتة، هَـزيلة، عَليلة، ومُتسكِـعَة ، قد أضرمت الذكريات اللهيب بالداخل، أشعلت النيران، واجتاح الدُخان صدرها، أصبحت رائحة الغرفة ذكريات تحترق !
رائحة كِـتمان كَـلمات خـامِدة، رائحة البُـكاء بِـكُل مَكان !
تَـصرخُ عويلاً باتت تَكـتِمَهُ كل ليلة، تتذكر ما مضىٰ وتبكي، لا تفعل شيئًا غير أنها تبكي !
وليت البُـكاء يَجدي نَـفـعًا لِـما ذَهب، تبكي؛ لأنها تُـدرِك أن البُكاء لن يجدي نفعًا، ولكن لا غيرهُ تَـذهب لَـه !
تُدرك أن تلك الذكريات التي تـؤلمُـها لن تأتي بالراحلين عنها مُقبلين لها !
بكاءك عما مضىٰ، لن يُـغير شيئًا، لن يعود الغائب، لن يحيا المُحتضر، نُدرك ولكن ما لنا غيره، ما حيلة الهَـزيل غَـير بُـكـاءه !
نحتمل كَـثيرًا، ولكن إلى متىٰ؟!
لقد قضىٰ كل شيء علينا حقًا، صِدقًا تقطن الآلام بِـقلوبنا ولا تَرحل !
لكِنَنا نؤمِـن أنها سَـترحلُ يـومًا ما، ونحن سَـنرحلُ مَعـها .
المزيد من الأخبار
لذة الحياة
شمس الحرية
حكاية شتاء مع لُب الشعور