الكاتبة هبة على جاهين تَكشف عن تفاصيلِ مسيرتها الأدبية

Img 20240822 Wa0158

حوار: نور محمود موسى 

 

 

 

“ميلها للقراءةِ، وحبها الشديد للخيالِ، والعيش مع أحداث الأعمال الأدبية المختلفة، وكأنها جزءًا مِن الحدث، كان سببًا في بروز موهبتها ”

 

 

الكاتبة هبة علي جاهين، “أخصائية نفسية، وكاتبة روايات إلكترونية، وورقية”، عملتَ لفترةٍ فى مجال الإرشاد النفسي، وحاليًا مُتفرغة للكتابة فقط”.

 

 

تقول هبة : ” اكتشفت حبي للكتابة، مُنذ المرحلة الإبتدائية حين كنت أميل لقراءة الروايات، وأجد نفسي بين الأبطال، أعايش الأحداث كأنني منهم، ولفت إنتباه مدرسي اللغة العربية شغفي بالقصص المقررة بالمنهج؛ فكنت أقرأها قَبل زملائي، وأقوم بسرد أحداثها بشكل رآه أساتذتي مُميزًا؛ فوجدتُ منهم الدعم، وبدأت في كتابة خواطر، وأشعار إلى أن كتبت أول قصة قصيرة في المرحلة الثانوية، وكانت من خلال موضوع تعبير حولته أنا لقصة لاقت إعجاب معلمين اللغة العربية بالمدرسة “.

 

 

وصرحت هبة قائلةً : ” وجدتُ الدعم مِن مَن حولي، وخاصةً مِن المتابعين، وبفضلِ الله كان المجال يَسير؛ فقد لاقى عملي الأول، والذي نُشر على هيئة فصول أسبوعية إعجاب فئة كبيرة من المتابعين، وكان هذا خَير داعم ليِ، ومُحفز على الإستمرار، وَلكن العبرةَ ليست في أن يَكون المجال يَسير في البدايةِ، وَلكنْ أن يستمر النجاح، ويزداد مع كل عمل يقدمهُ الكاتب، وهذا هو أصعب ما في الأمر، حيث يحتاج إلى جهد مستمر من الكاتب، لتطوير نفسه، والحفاظ على المكانة التي سبق وحظى بها “.

 

 

 

Img 20240822 Wa0159

وأضافتَ مُكملةً حديثها : ” وقد ساعدتني على تطوير موهبتي، القراءة الكثيرة في كافة الفروع، وليس فرع الرواية فقط؛ فالكاتب بحاجةٍ لأن يكون مُلِمًا بثقافات مُختلفة، ومُطلع على مجالاتٍ شتى، حتى تكون له إضافة مُميزة فيما يُقدمه، وساعدني أيضًا التنوع في الأعمال الروائية، ما بين الطويل، والقصير، والبطولات المتعددة، والفردية، وتنوع القضايا التي أناقشها، ونهاية كل رواية، التي تختلف في الشكل، والمضمون عن الأخرى “.

 

 

وقالت هبة بشأنِ الأسلوب المتبع في العمل : ” أحبذ العمل الفردي، حيث تكون رسالتي واضحة، ومُحددة، وخاضعة لأفكاري، ومعتقداتي، التي تُمثلني؛ ولتكون لي مساحتي الخاصة، لمناقشة أفكار عديدة، متشابكة بخيوط نسجها عقلي، ولكن لا مانع من وقتٍ للآخر بالمشاركة في عمل جماعي ذا قيمة؛ فالعمل الجماعي له مميزات أيضًا”.

 

 

 

وذكرت هبة في حديثها عن الأعمال الخاصة بيها : ” أن أعمالها مِن نوع الإجتماعي الرومانسي، التي تركز فيه على الجانب النفسي للفرد، وما يشملهُ مِن دوافع داخلية، وخارجية، تُشكل سلوكيات يراهَا الآخرون غير مُبرره، بينما تبريرها خاضعًا، لدوافعٍ غير مرئيةٍ لهُم، كمَا تُلقي الضوءَ على الإنفعالات التي تتفاوت مِن شخص لآخر، وتعبر عن تفردِ الشخصية، وأيضًا الإضطرابات النفسية، وعُقد الماضي المُؤثرة على حاضر الإنسان “.

 

 

وأضافتَ هبة أيضًا : ” الحقيقة أنني لا أَكتبُ عن أشخاصٍ مثاليين لا يرتكبون الأخطاء، بل أَكتبُ عن بشر خُلقوا ليخطئوا، ولكن المُهم أن يُصحح الإنسان مساره، ويتجه إلى طريق الله، ويتوب إليه “.

 

 

وصرحت كذلك عن أعمالها الورقية قائلةً : ” بالنسبة للنشر الورقي لأعمالي؛ فقد تم بعد نشر روايتين إلكترونيين طويلتين؛ فأول رواية ورقية كانت “ومضات من نارِ ونور”، وهي تُلقي الضوء على قضايا إجتماعية، كالتدليل الزائد للأبناء، وأثره العكسي عليهم بوجه خاص، وعلى المجتمع بوجه عام، والذنب بعد الوقوع في الأثم، وهل في مقدرةِ المُذنب أن يعيش حياته بشكل طبيعي أم يقف ذنبه له بالمرصادِ…؟! “.

 

 

وأكملت حديثها عن أعمالها الورقية : ” كانت تجربة مُميزة جدًا، ومازلتُ أجني ثمارها من إنطباعات جيدة جدًا من القراءِ الأعزاء، وبعد نشر ذلك العمل يليه تجربتي الورقية الثانية وهي “رواية ضي قنديل”، والتي ناقشتُ فيها قضايا عديدة منها جحود الآباء، وأثره على الأبناء بعد كبرهم، والتمييز بين الأبناء، وتناقض شخصية الإنسان من أقصى اليسار، لأقصى اليمين، وقضايا أُخرى عديدة؛ فقد كانت تجربة ثرية بفضلِ الله “.

 

وقالتَ كذلك حول أمور النشر : ” أفضل النشر على نفقة الدار، هو الأفضل بالنسبةِ لي؛ فالكاتب المُجِد الذي سهر أشهر طويلة على عمل وضع به طاقة، ومجهود، وأفكار قيمة يستحق دار نشر تُقدِر هذا الجهد “.

 

وأوضحت هبة في حديثها أنها تتعامل مع ضغوط العمل ككاتبةٍ، تأخذ قسط من الراحة، ما بين كل عملٍ، والآخر، حتى تستعيد الشغف مرةً ثانية؛ فمهما كان حب الكاتب لما يفعل؛ فإنهُ يصل لمرحلة لا يستطيع فيها تقديم شيء، وهنا عليه التوقف لإستراحة طويلة، أو قصيرة؛ فالكتابةٌ ليست غاية في حد ذاتها، وَلكنْ الرسالة المُقدمة هي الغاية .

 

وأشارت هبة أن هناك مقومات عديدة للنجاح؛ فتشجيع القراء، والذي هو المُحرك الأساسي للكاتب، وعامل أساسي لتجديد شغفه، ورغبتهُ في تقديم الأفضل دائمًا، و

كذلكَ رغبة داخلية لدى الكاتب أن يكون عنصرًا مُؤثرًا في المجتمعِ، وأن يترك أثرًا جميلًا من بعده.

 

 

وأضافتَ قائلةً : “لذا أَمل في القريب العاجل إن أعطاني الله عمرًا، أَن أكون قد ناقشت قدرًا كبيرًا من القضايا التي أطمح لمناقشتها عن طريق رواياتي، وأتمنى أن أكون قد نوعت بشكلِ أكبر في أعمالي الأدبية، ولم أقتصر على الرواية فقط، وأن يزداد رصيدي لدى القراء”.

 

 

 

وفي نهاية الحوار تركت الكاتبة هبة جاهين رسالةً للأقلام الصاعدة تقول فيها : ” عليكُم بالتحلي بالصبر، والمثابرة، وتقبل النقد البناء، والعمل الدائم على تطوير الذات، والقراءة كثيرًا في كافة المجالات، فهذا سبيل الكاتب المُجتهد للنجاحِ “.

عن المؤلف