كتبت الشيماء أحمد عبد اللاه
الآن أدركت بأنني كنت على صواب حينما ابتعدت، أعمتني جملة يتخذها الجميع شعارًا لهم فيقولون (أصدقاء السنين هم الأفضل)، لم تكن بالنسبة لي جملة واقعية، الواقع كان لديّ غير، استبدلت أصدقاء السنين بأصدقاء المواقف.
أذكر أنها كانت وفية وصدوقة وجميلة، لكن حينما أتى موقف واحد واقعي تغير كل شيء، دامت صداقتنا أكثر من ثلاث سنوات، والآن أصبحنا غريبين كمن يُلقون السلام على بعضهم لأول مرة، كادت دموعي أن تُذرف حينما قامت بعمل حظر لي على كل مواقع التواصل الاجتماعي، لكني أدركت بأنني من أساء اختيارها من البداية، كلامها المعسول، وشخصيتها الرائعة أبهرتني كشيماء، لكن بمجرد أن وقعنا بمشكلة، ولنقل ليست مشكلة كبيرة تكون لها ردة فعل هكذا، لكنه كان أمر لم أتحمله فصارحتها به.
لم أشعر بندمي ولو لحظة أنني فعلت هكذا، لكن علمني أحدهم أن التجاهل فن، كان واجبٌ عليّ التجاهل، لكني لست ممن يستطيعون تجاهل من يحبون، أنا شخص يعاتب من يحب.
ببساطة أخبرتني أنني سيئة، شخصية قبيحة لا تستحق، لم تذكر لي موقف جيد فعلته لأجلها، وأقسم بربي ذكرتها بكل خير كانت به معي، لم ترد أن تسمع أكثر، وأنا سئمت ممن يدعون المثالية وأنهم بريئون وأنا السجّان الظالم، لأول مرة في عمري كله لم يترقرق الدمع في عيني لأجل أحدهم.
لا أخفي عليك عزيزي القارئ الأمر كان غريبًا بالنسبة لي، فأنا شخصية حساسة جدًا، وقلبي يحزن سريعًا، فكيف بي فجأة أُصاب بالجمود تجاهها؟ بل لم أحاول حتى أن أصل إليها بطرقي الخاصة.
أشعر بأنّ هذا كان انتصارًا لي بقدر ما كان غريب بعض الشيء، لكنه نضج بالنسبة لي لم أشعر به من قبل، رغم أنني فخورة بهذا النضج والانتصار والفهم الواعي، إلا أن هذه العلاقة استنفزت مشاعري الجميلة ووقتي وقلبي، لكن لا بأس هكذا الحياة تعلمنا ما لم يعلمه لنا الآباء.
المزيد من الأخبار
لذة الحياة
شمس الحرية
حكاية شتاء مع لُب الشعور