ذنب الأمومة

Img 20240822 Wa0002(1)

 

كتبت/دعاء ناصر 

 

 هل كوني أم يعني موت أحلامي التي لم أحققها بعد؟. يعني التوقف عن الحياة كأمراة من لحم ودم؟ التمرد هنا جريمة لا تغتفر .. أنا واحدة من اللاتي زج بها في القاع المظلم المسمي ذنب الأمومة 

صار التجمع مع أصدقائي أو تمضية بعض الوقت مع زوجي، مع الأخذ في الأعتبار أن ابنتي في مأمن مع الأهل إلا أن اتهامي بالأنانية وعدم جدارتي بالأمومة لم أفلت منه.

كثيرا ما أحتاج الأختلاء بنفسي فقط ساعة أو ساعتين أعيد فيهما شحن طاقتي واستعادة القدرة علي المواصلة هم لا يفهمون هذا يفهمون فقط أن الخروج عن المألوف يعني عدم كفايتي لأصبح أم.

 الطامة الكبري وهذا ما يؤلمني حقا أن الهجوم لا يأتي لا من بني جنسي ،نساء مثلي خاضوا تجربة الأمومة ومعاناتها .

 صار الشعور بالذنب يلازمني طوال الوقت ويؤرقني أمر استمتاعي بوقت بعيدا عنها أو تناول أي وجبة من دونها ،أتذكر بالأمس بعد أن انتهينا من التجول بالمحلات والتسوق في جو خانق مغلف برطوبة عالية مررنا علي محل عصائر وشربنا المانجو، الفاكهة المفضلة لثلاثتنا شعرت بذنب رهيب لتناولنا العصير دون صغيرتي .

سري شعور بالأسف لزوجي وصرحت له بما يعتمل بداخلي ولما اهدأ حتي قام بشراء المانجو لها.

ويبدو أن هذا النوع من النساء يتواجد حولنا بكثرة ينتشرون ليدسوا سمهم في باطن الكلام حيث واجهت بلوجر شهيرة انتقادات لاذعة ومهينة من أمهات مثلها لمجرد أنها قررت السفر وتمضية بعد الوقت بدون ابنها.

 وبرغم انها أوضحت للفانز ان الطفل مع والده ومع هذا استمرت الانتقادات والجمل الاستفزازية مثل (أنتي ازاي قلبك طواعك تسبيه) (مستحيل تكوني أم ) هم لا يدرون كم الأذي النفسي الذي سببه هذه الانتقادات البشعة .

جراء هذا الموقف شعرت أن النساء في الوطن العربي بحاجة إلي تغيير المفاهيم وتوضيح الفارق بين أن أكون أم أنانية وأم تحاول أن تكون سعيدة حتي تستمر في العطاء .

عن المؤلف